العقيد الصوارمي.. هل يسمعنا!؟

[JUSTIFY]
العقيد الصوارمي.. هل يسمعنا!؟

* ظلت صحافتنا الوطنية، بوعي لا أدري أم بغير وعي، تحفل بأخبار وشؤون (الحركات المتمردة)، كما درجنا أن ننقل تحركاتها الإدارية وتغييراتها الهيكلية كما نفعل تماماً مع القوات المسلحة السودانية.

*ولا أعرف إن كنا من حيث ندري ولا ندري نرسخ إلى كفتين ونشرعن إلى قوتين متوازيتين ونحن نقول (الحركات المسلحة) كما نقول (القوات المسلحة) وذلك لدرجة اختلاط الأوراق.!

*ومن المتعارف عليه علمياً وعالمياً وأخلاقياً أن حركات التجزئة الإثنية والمناطقية وحتى الفكرية حول العالم التي ترفع السلاح في وجه الدولة، وتعتمد البندقية وسيلة لتحقيق أهدافها تعتبر (حركات متمردة).

*على أن الحركة المتمردة والانفصالية ضد الوطن يتواضع الجميع في الدولة، حكومة ومعارضة، على تسميتها باسمها (الحركات المتمردة )، وإذ لا يعقل أن نقول القوات المسلحة والحركات المسلحة على وجه المساواة والعدالة.

*فالذي يحدث في (بلاد النيل والشمس والصحراء) أن المتلقي يقرأ ويسمع ويشاهد في وسائل الدولة الرسمية مصطلح (الحركات المسلحة) ومن ثم يطالع أخبارها الداخلية وتنقلاتها الإدارية تماماً كما يطالع ويقرأ أخبار حزب الأمة والاتحادي والشيوعي السوداني.!

* أتصور أننا أمام خيارين اثنين.. إما أن نعترف (بشرعية نضال هذه الحركات) ونقر بمنهجيتها، فنتواضع ساعتئذ على مخاطتبتها كما القوات المسلحة، فنقول (الحركات المسلحة) ومن ثم نفتح لها الدور ووسائل الإعلام والصدور والسطور..

*وإما أن نتواضع ونتعارف على أنها تقوم بأفعال خارج إطار القانون والدستور والأعراف والأخلاق.. وأنها تعتمد العنف وسيلة رسمية لفرض إرادتها، ومن ثم تكون مؤهلة للقب (الحركات المتمردة).

*وفي هذه الحالة، إن أي نشاط للحركات المتمردة داخل الجامعات أو المدن أو الأحياء أو الإصدارات والإذاعات، يعتبر حرباً ضد الدولة يعاقب عليه القانون والدستور. إذ كيف يكون لحركة متمردة تقاتل الوطن فرعا في جامعة أو دعاية في وسيلة إعلامية.

*أتصور أن المتضرر الأول من هذه الثقافة هو القوات المسلحة السودانية والتي يفترض أن تقاتل وظهرها مسنود جماهيرياً وإعلامياً وأدبياً وأخلاقياً على أن مساواة المتمردين ولو إعلامياً ولفظياً يرفع من معنوياتهم ويرفدهم ببعض الشرعية.

*يفترض والحال هذه أن يذهب السيد وزير الدفاع إلى البرلمان (بمسألة مستعجلة) يطالب فيها بحظر مصطلح (الحركات المسلحة) ومن ثم يبحث المجلس الموقر في وضع فواصل بين عمليات النشر الضارة والأخرى الحميدة.

*لا يمنع ذلك أن تحتفظ وسائل الإعلام والصحافة بخبراء متخصصين في (شؤون الحركات المتمردة) فيرصدون تحركاتها وتطوراتها وتفاعلاتها والإحاطة بتطلعاتها بما يفيد الدولة.

*على أن أي فصيل يجنح للسلم ويضع البندقية ويلجأ إلى سلاح التفاوض يستحق أن ينال الاحترام وتغطية الإعلام.. والله أعلم.

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]

Exit mobile version