البنيان المرصوص

[JUSTIFY]
البنيان المرصوص

بعد عامين على عملية (عامود السحاب) عادت إسرائيل أمس الثلاثاء لمواصلة حربها على قطاع غزة عبر عملية جديدة أطلقت عليها (الجرف الصامد) الذي ردت عليه كتائب القسام بعملية (البنيان المرصوص)، ويمثل التصعيد الأخير في القتال الرد المتوقع من قبل حكومة نتنياهو على المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حماس وفتح والبديل الموضوعي لفشل مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وعملية الجرف الصامد أو الحرف الهاو، كما يجب أن تكون، جاءت ردا على إطلاق الصورايخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، وكشفت مجددا ثبات الموقف الأمريكي على مناصرة إسرائيل، حيث أدانت الولايات المتحدة الأمريكية عمليات إطلاق الصواريخ الفلسطينية ودعت الأطراف لضبط النفس. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي إن الولايات المتحدة الأمريكية تدين إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل. وقالت إن الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الرد على هذه الاعتداءات على حد زعمها..

إسرائيل من جانبها لم تتباطأ في حق الرد المزعوم من خلال سلسلة من الغارات الجوية مع التهديد باجتياح بري لقطاع غزة..

عملية (الجرف الصامد) تنضم إلى سابقاتها من العمليات الإجرامية التي ترتكبها إسرائيل لقتل الأبرياء، فخلال عملية (الرصاص المصبوص) في العام 2008 قتل أكثر من 1500 فلسطيني منهم أطفال وجرح أكثر من 5000 مواطن كما أدى القصف العشوائي إلى تدمير البنى التحتية والمرافق العامة والممتلكات الخاصة.

وبعد ثلاثة أعوام وفي نهاية العام 2012 أعادت إسرائيل الكرة وشنت عملية عسكرية تحت اسم (عمود السحاب) راح ضحيتها أكثر من 167 قتيلا منهم 32 طفلا ومئات الجرحى، واليوم يتواصل المسلسل الإجرامي عبر عملية (الجرف الصامد) التي يجب أن تقابل بالبنيان المرصوص ليست فقط من خلال عمليات إطلاق الصواريخ من غزة بل بنيان مرصوص من المواقف الدولية الإقليمية التي تقول لإسرائيل كفى ممارسة الإجرام في حق الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال البغيض.

لابد من البنيان المرصوص من الأفعال الدولية الرادعة لإسرائيل التي تدفع باتجاه التهدئة والاستقرار بغية تهيئة مناخ موات لاستئناف عملية السلام التي قضت عليها سيطرة المتشددين على حكومة نتنياهو، حيث لا تزال هناك أطراف داخل إسرائيل ترى في جرائم حكومة نتنياهو المتواصلة ردا غير مناسب على الصواريخ الفلسطينية، فقد قرر وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان فض شراكته السياسية مع نتنياهو، لكنه باق كعضو في حكومته، وفق ما صرح به ليبرمان يوم الإثنين. يأتي ذلك كردة فعل غاضبة على ما وصفه بـ (الرد المتواضع) على إطلاق حماس المتواصل للصواريخ.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version