بعد تداعيات تأجيل قرار إدانة “إسرائيل” على جرائمها في الحرب الأخيرة على قطاع غزة نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي، ظهر على السطح مؤشر جديد يبين حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع الذين يقدر تعدادهم بمليون ونصف مليون شخص، وذلك في تقرير يشير إلى ازدياد حالات التشوه التي تصيب المواليد الجدد خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، التي أظهرت بلوغ التشوهات الخلقية لمواليد غزة ما نسبته 80 بالمئة جراء استخدام “إسرائيل” لقنابل الفسفور الأبيض خلال حربها الأخيرة.
وقال مدير تجمع الشفاء الطبي في غزة “حسين عاشور” إن نسبة التشوهات الخلقية للمواليد خلال الأشهر الثلاثة الماضية، يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب، وسبتمبر/ أيلول، تزايدت بنسبة بلغت أكثر من 80 في المائة، مقارنة بالنسبة المسجلة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من حماس عن عاشور قوله إن “الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة، خلفت أنواعاً جديدة من التشوهات على المواليد، لم نقابلها في الماضي.”
وأضاف “أن فريقاً طبياً ميدانياً فلسطينياً سجل أنّ حالات التشوهات الخلقية للمواليد من الأمهات الحوامل اللاتي وُجدن في نقاط القصف المباشر خلال الحرب، زادت عن مثيلاتها في المناطق الأقل تعرضاً للخطر”.
وأشار مدير تجمع الشفاء الطبي إلى أن هناك عدة مؤشرات تربط بين ارتفاع نسبة التشوهات واستخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الفسفور الأبيض، الذي يؤثر بشكل مباشر في الأمهات الحوامل وفي الرضع”.
وكان تقرير القاضي “ريتشارد غولدستون” المقدم لمجلس حقوق الإنسان الأممي في جنيف قد انتقد استخدام “إسرائيل” لقنابل الفسفور الأبيض بشكل متهور ومبرمج في المناطق المدنية.
ويتكون سلاح الفسفور الأبيض الذي استخدمته “إسرائيل” بكثافة في غزة من مادة شمعية شفافة وبيضاء ومائلة إلى الاصفرار ويصنع من الفوسفات ويتفاعل مع الأكسجين بسرعة كبيرة، منتجا نارا ودخانا أبيض كثيفا، وفي حال تعرض منطقة ما للتلوث جراء الفسفور الأبيض فإنه يترسب في التربة أو قاع الانهار و البحار أو حتى على أجسام الاسماك، وعند تعرض جسم الإنسان للفسفور الأبيض يحترق الجلد و اللحم فلا يتبقى الا العظم.
المصدر :العرب اونلاين