غطوا وشوشكن يا بنات التفاهم بـ بت أم كف

[ALIGN=CENTER]غطوا وشوشكن يا بنات
التفاهم بـ (بت أم كف) !!
[/ALIGN]
في بداية هذا الشهر انشغلت الأوساط الاسفيرية السودانية بخبر تعرض طالبة في جامعة سودانية لصفعة صاموتية على وجهها تناولتها من كف زميلها (المرزبّة) ، حيث تم على إثرها نقل الطالبة بالاسعاف و (الوا ويوا) لحوادث الأنف والأذن والحنجرة !! وحسب ما ورد على لسان الطالبة (المصفوعة) : (أن زميلها قام بصفعها داخل حرم الجامعة إثر مناقشة وصفتها بالعادية .. وأضافت لم أتصور الذي حدث، خاصة وأن والدي لم يمد يده علي يوماً قط) .. !!
وبالأمس طالعتنا صحيفة (حكايات) بخبر مفاده أن أحد منسوبي قوة نظامية قد قام بصفع طبيبة وأصابها بـ (الاذي الجسيم) لاعتقاده انها اخّرت إجراءات الفحص الطبي لوالدته في احدى المستشفيات .. وقالت الطبيبة التي تعمل باحدى المستشفيات الحكومية للشرطة، أن الصافع سبب لها (الاذى الجسيم .. وطبع اصابع يده على خدها!!) بعد ان صفعها بقوة، وتحكى تفاصيل واقعة (الصفعة) أن الشاب جاء للمستشفى برفقة والدته المريضة وكانت الطبيبة تشرف على علاجها وظن أن الطبيبة تأخرت في الإجراءات، ما حدا به للدخول مع الطبيبة في مناقشة حادة انتهت بصفعها على خدها حتى علّمت أصابعه عليه وصار كخد (شايقي مشلخ لي ورا) !!
لفتني الخبر ألأول وتابعت تفاعلات مشتركي المنتديات عليه .. وللحقيقة لم أفكر وقتها في مناقشة الواقعة رغم تحفظي الشديد على طريقة معالجتها إعلاميا، لأنني أحسست بأنها واقعة معزولة ومربوطة بظروفها، وبالتالي لا تستحق أن تناقش كظاهرة تستحق الوقوف فوق ظهرها للبكاء على أطلال أخلاقنا السودانية السمحة، ولكن صفعة الطبيبة بعد أقل من شهر جعلتني أفرمل وأتحسس رأس الحكمة لأن (اتنين لو قالوا ليك راسك مافي .. أهبشو) !!
فتعرض شابتين على التوالي للعنف من ذكور لا تربطهم بهم صلة دم أو قرابة تبيح تأديبهن بـ (بت أم كف)، وهو عقاب لو تعلمون مهين، وقد نهى المصطفى (ص) من استعماله ولو لتقويم النواشذ من الزوجات والمشاغبين من الابناء، يلزمنا للوقوف وتسجيل نقطة نظام:
أولا: أسجل تحفظي على (الهيبوبي) و(المديدة حرقتني) التي عالجت بها الصحافة الموضوعين .. الاسعاف والحوادث التي رافقت الحادثة الأولى والتي للحقيقة لا أعلم تفاصيلها، ومصطلح (الأذى الجسيم) الذي ورد في الثانية .. بالمناسبة ماهو تعريف الأذى الجسيم والبسيط والمتوسط الناتج من ضربة بت أم كف؟!! وكيف نصنف الرعاف وطيران أحد ضحّاكات المكفوتة وعلامات أصابع الصافع في الحالة التانية؟!!
تانيا: صفارة الاسعاف والحوادث في الحادثة الأولى .. دي واسعة حبتين !! وإن كان للطالبة وأسرتها العذر في تصرفهم من أجل تثبيت حق ابنتهم ورد إعتبارها بعد الإهانة التي تعرضت لها في حرم الجامعة، ورغم ذلك أميل لأن أخطىء الإثنين .. الصافع والمصفوعة، فهذه الواقعة ان دلت على شيء فهي تدل لى ضيق مساحة التسامح والحرية الفكرية، التي تتيح الاختلاف على أسس من الاحترام المتبادل للرأي والرأي الآخر، والتعبير عن الرأي بـ (الضراع) دليل على الإفلاس الفكري، وفشل (بيّن) في رسم حدود للتعامل والإحترام بين الزملاء في الجامعة ..
أما عن الحادثة الثانية فلا نقول عنها إلا ما قاله الجعلي (حديد لاقى حديد) .. حيث إلتقى (حديد) الفرعنة واستعراض العضلات والافتراء على العباد الذي يمارسه (بعض) مرضى النفوس من منتسبي القوات النظامية، مع (حديد) التعالي على المرضى والتعامل بفوقية وزهج واخلاق في راس النخرة والذي يمارسه (بعض) مرضى النفوس في الحقل الطبي .. هذا التلاقي يجعلنا نقول بقلب قوي:
(شن لينا في المفترين كان اتفقوا ولا حتوة قرض ؟!!)
وبعيدا عن الهذار علينا أن نحق الحق، فالحادثتين على كل حال لا تخرجان عن سياق مظاهر التردى الأخلاقي والعنف الذي صار متنفسا للشباب بسبب الاحباط وبصورة تمس معتقداتنا وأخلاقياتنا وقيمنا وعاداتنا السمحة ..
فقد كانت سمعة الرجل السوداني (في السما)، ومعرف عنه أنه دونا عن سائر الرجال يحترم في شخص (العوين) أشخاص في حياته، ولا يجرؤ على إهانة المرأة الغريبة لأنه يحترم فيها شخصية (أمه وأخته وزوجته وابنته) .. فإن كان لا يرضى لهن (بت أم كف) منه شخصيا ناهيك عن أن تأتيهن من غريب، فالأولى أن لا يرضاها لبنات الناس .. غايتو ربنا يهدي الجميع ..

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version