منطقياً وبعيداً عن العاطفة فإن برازيل هذا المونديال، هو أضعف منتخب برازيلي تابعته شخصياً يشارك في كؤوس العالم منذ مونديال ألمانيا الغربية 1974 وهو المونديال الذي أعيه وأتذكره.
وبعيداً عن أفضليات أصحاب الأرض والجمهور والطقس الذي تعودوا عليه فإن هذا المنتخب البرازيلي لم يظهر بمظهر البطل نهائياً وللأسف ولا حتى المنتخبات «الكلاسيكية» الأخرى، فألمانيا عانت مع غانا والجزائر والأرجنتين ظل باهتاً وشبح لأرجنتين مارادونا المكسيك 1986 وإيطاليا 1990 وحتى لأرجنتين كيمبس ولوكيه وبارساريلا 1978، أما البرازيل مرت أمام تشيلي وكولومبيا، وربما تكون هولندا أكثر الكبار وضوحاً وبروزاً، رغم أنها تأهلت مرتين بخديعتين من روبن، وعندما رشحت ألمانيا لتجاوز فرنسا، فلم أكن أنتقد توقعات السلحفاة كابيكاو التي توقعت فوز الفرنسيين على المانشافت، بل لأن تاريخ الألمان وشخصيتهم، وطريقة تفكيرهم، وتعاملهم مع الكرة تفرض على أي «عاقل» أن يرشحهم لتجاوز أي منتخب في العالم، حتى لو كان المنتخب البرازيلي الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره، وما زاد الطين بلة أن المونديال انتهى عملياً ورسمياً وفعلياً لنيمار نجم البرازيل الأوحد في البطولة، والذي فقد كل شئ، فلا هو أدهش أو أمتع أو أقنع أمام المنتخبات الكبيرة، على العكس من نجم كولومبيا جيمس رودريجيز الذي قفز ثمنه إلى 75 مليون يورو، أي بات من الأغلى في العالم، بعد أداء مبهر في كل المباريات، رغم الخروج من الربع نهائي أمام البرازيل، والمشكلة الأكبر أن قائد «السيليساو» سيلفا لن يشارك أمام ألمانيا أيضاً لنيله إنذارين، لهذا أتفق مع لوثر ماتيوس الذي قال إنه لا يوجد لدى الألمان ما يخشونه فهم لم يروا بعبعاً اسمه البرازيل باستثناء جماهيره الرائعة، وتوقع فوز بلاده بصعوبة، أو بعد وقت إضافي، ولكنه نسي جزئية مهمة وهي أن منتخب ألمانيا أيضاً ليس المنتخب الذي شاهدناه في كل البطولات السابقة ولكنه الشخصية نفسها والروح القتالية وهي السلاح الأمضى للماكينات التي يمكن أن تتحول لفرّامات كما حدث أمام البرتغال.
خروج نيمار من كأس العالم وفقدانه طموح أن يكون هداف البطولة يتحمله فعلا الاتحاد الدولي للعبة ولجنة الحكام والحكم الإسباني كارلوس فيلاسكو كاربلو الذي انضم لقائمة الضعفاء السيئين الذين قادوا مباريات هذه البطولة فأساؤوا إليها وأسهموا في إفشالها وربما في تغيير هوية بطلها.
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]