ما فهمته من بيان اللاعب الأوروجوياني لويس سواريز بأنه لم يعض منافسه الإيطالي جيورجيو كيليني بل هو بكل بساطة فقد توازنه ما أسفر عن اصطدام وجهه بكتف الإيطالي وهو ما تسبب له «أي للعاضض» سواريز بآلام حادة في الأسنان وكدمات في الوجنة.
ما فهمته من هذا البيان هو أننا كلنا «عميان رسمي» لأننا لم نر ما رأته شاشات التلفزة والكاميرات التي صورت الحادثة، وأرتنا أسنان سواريز مغروزة في كتف المسكين كيليني، وكان يمكن لوقاحة سواريز أن تكون أكبر لو طالب بتعويض مادي نتيجة الآلام الحادة التي أصابت أسنانه والكدمة التي لونت وجهه الجميل.
والمثل عندنا يقول «إن لم تستح فأفعل ماشئت» ولا أظن أن هناك تجسيدا أكبر لهذا المثل مما يفعله سواريز، وكل من يشد على يديه إن كان من أبناء بلده، أو من العاشقين للاعب والواقفين معه ظالما أو مظلوماً علماً أنها المرة الثالثة التي يعض «عفوا تقع فيها أسنان سواريز على كتف أو يد أو خد أحدهم»، وللتدليل على نية التضليل فرئيس اتحاد الأوروجواي سبق وقال إن الحادثة لا تستحق هذه العقوبة وقال بعده النجم السابق إنزو فرانشيسكولي إن الناس تدفع ثمن التذاكر لتشاهد نجوماً أمثال سواريز، وأن ما يحدث في الملعب يجب أن يبقى في الملعب، وأن العض مثل الكوع ومثل «الزقّ أو الشنكلة»، وكأني به يظن جمهور كرة القدم هو جمهور المصارعة الحرة، حتى يدفع لقاء مشاهد العض والضرب، وكنت متأكداً ألف بالمائة أن سواريز سيعتذر لاحقاً عن فعلته، لأن مصيره انتهى مع ليفربول وبرشلونة الذي يريده اشترط عليه بياناً يعتذر فيه عن فعلته، وهو ما حدث ليلة مباراة الجزائر وألمانيا، حين قال سواريز بالحرف «بعد أيام عدة جلست فيها مع عائلتي، استعدت هدوئي بعد موجة من الانتقادات والعقوبات، والحقيقة أن كيليني تعرض لأذى بدني بسبب عضة قمت بها، والآن أقر بندمي العميق على تصرفي، واعتذر لكيليني ولعائلة كرة القدم، وأتعهد للجميع بأنني لن أكرر هذا التصرف مجدداً».
طيب ما كان من الأول أحسن وبلا هالدويخة واللف والدوران.
[/JUSTIFY]