كردفان … جنوبها وشمالها ..(2)

[ALIGN=CENTER]كردفان … جنوبها وشمالها ..(2) [/ALIGN] ** نعم ، حاجة جنوب كردفان للإستقرار السياسي الذي يجب أن يوفر لأهلها السلام والأمن والخدمات ماسة جدا ، وهذا ما وجب تلخيصه من زاوية البارحة ..أما زاوية اليوم فهي تعكس أثر إفتقار الولاية لتلك الضروريات ، حيث واقع الحال لايسر ، وبحاجة إلي جهد عاجل من ولاة الأمر هناك ..وإليكم بعض ملامح الحال هناك ، كما وردت في تقارير رسمية وقف عليها مجلس الوزراء في جلسته العشرين بكادوقلي يوم الخميس الفائت ..وعذرا لصديقي القارئ ، فإن لغة الأرقام مزعجة للآذان ، ولكن يجب سماعها ، حيث فيها تتكشف الأشياء وتتجلى الحقائق المريرة التى يجب مواجهتها في سبيل بلوغ الغايات المرتجاة ..!!
** أولا حال التعليم : .. نسبة الأمية تبلغ (58 %) ..وهى نسبة مزعجة ..والمزعج أيضا أن التعليم قبل المدرسي لا يستوعب غير (15%) من أطفال الولاية .. أما المأساة فهي نسبة إلتحاق التلاميذ بمرحلة الأساس، بحيث لم تتجاوز ال (41%) ..ونسبة الإجلاس في الأساس تقدر ب( 56%) ، وفي الثانوي (8%) فقط ..ونسبة توفر الكتاب المدرسي في الاساس (10%) ، وفي الثانوي ( 5%) ..أما نسبة البنات في مرحلة الأساس فقط (5%) .. وكذلك العجز الكبير في المعلمين لا تخطئه عين ، حيث هناك معلم واحد فقط لكل (103 تلميذ أساس ) ..ومع حال كهذا كان طبيعيا أن تنحدر نسبة النجاح في إمتحان أساس هذا العام إلي ( 66% ) ، وفي الثانوي تنحدر إلي ( 55%) ..وكل مدن الولاية تفتقر لمدرسة تستوعب ذوي الاحتياجات الخاصة ..هكذا حال التعليم ، والسبب : عدم الإستقرار السياسي ..!!
** ثانيا حال الصحة : .. نسبة توفر الرعاية الصحية الأولية ( 46% ) ، وهى دون النصف للكثافة السكانية البالغة هناك ( 2.526.000 نسمة ) ..معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة مرتفع جدا ، حيث من كل عشرة آلاف مولود يموت ( 1.147 طفل ) ..ونسبة القرى والأحياء التى بها قابلة مؤهلة تقف فقط عند ال ( 47% ) ..وهناك طبيب واحد فقط ، ثم اربعة ممرضين ، لكل ( 10.000 نسمة ) ..ونسبة أسرة المشافي ضعيفة للغاية ، بحيث يوجد سرير واحد فقط لكل (3000 نسمة ) ..والعجز في المراكز الصحية يصل ( 75) ..والعجز في الوحدات الصحية (200) .. أما نسبة السكان التى تتوفر لهم مياه الشرب النقية لم تتجاوز ال (46 %) ..هكذا الحال الصحي ، غارق في البؤس ، لغياب الاستقرار ، وتوفر عوامل التشاكس السياسي ..!!
** وجنوب كردفان من الولايات التي لم تغطها شبكة الكهرباء القومية بعد ، حيث ثمانية مولدات هي مصادر الطاقة الكهربائية هناك ، يستفيد منها عدد ( 220 الف نسمة ) فقط لاغير ، بنسبة تقدر ب ( 8%) من كل السكان ، و( 5%) من تلك النسبة تقطن في مدينة كادوقلي ..أى ( 92 % ) من سكان الولاية خارج شبكة خدمات الكهرباء .. والملاحظ في التقرير أن نسبة الصرف على الفصلين الأول والثاني للعام المالى السابق بلغت ( 63% ) ، مقابل نسبة ( 37%) التي صرفت على التنمية ..!!
** تلك بعض ملامح الحال هناك ، تعمدت أن أرهق القارئ بأرقامها المزعجة في محاولة بأن نرتقي جميعا إلي حيث الهم المؤرق كاهل الأهل هناك ، وبمؤازرتهم في آلامهم ، ثم مناشدة ولاة أمرهم في تحقيق آمالهم وغاياتهم المتمثلة في نشر السلام وبسط الأمن أولا ، لتأتتى الخدمات تباعا .. لن يتغير الحال ما لم يتوفر السلام الشامل ، ولن تجد التنمية طريقا إلي تلك المناطق المسماة بالمقفولة مالم يستتب الأمن في ربوعها ..وخيرا فعل مجلس الوزراء عندما عقد جلسته هناك وجلس مع ولاة أمر جنوب كردفان وسط أهلها ، مستمعا لتلك الأرقام ومحدقا في ..( الحال العام ) ..!!
إليكم – الصحافة الاحد 24/05/2009 .العدد 5714
Exit mobile version