من ابجديات الإنسان الشعور بالإلفة تجاه من تعيش معه وهذا الشعور ليس متعلق بالأمان البدني بل يشمل حتى معرفة إسمك بالكامل.
من الأشياء التي عايشتها ولا تزال مستمرة بصورة واقعية عندنا في السودان مسألة النطق بالأسماء فكثير من المرات تجد المؤسسات السودانية لا يقوم موظفوها بكتابة الأسماء غير العربية بالطريقة الصحيحة بل وهذا ليست مسئولية المؤسسات بقدر أنها مسئولية شخصية لكل فرد.
أو فلنعكس الصورة قليلاً: فهناك العديد من القبائل ذات الأصول غير العربية تجد افرادها يجيدون النطق وكتابة الأسماء العربية… إذن لماذا يحدث ذلك في حين لا يستطيع كل من يدعي اصله العربي النطق وكتابة الكلمة والإسم غير العربي؟. هل يعني ذلك بأن السماء العربية اسهل من غيرها.. وهنا يجب مصاحبة حقيقة واحدة مهمة جداً هي غياب بعض الحروف والأصوات الموجودة في اللغة في اللغات الأخرى وهذا ظاهر وباين بوضوح وهو ما يسمى بالتلحين في الكلام
او قل هل العجم هم الأذكى من المنادين بعروبة السودان ولذا فهم لهم مقدرة إجادة اللغة العربية والنطق بها كما يريد أهلها التحدث بها؟.
أم أن المنادين بعروبة السودان يرون أنفسهم في مكانة اسمى مما عليه هؤلاء الأعاجم ولذا فليس عليهم التعب والتعب الفارغ للنطق ومعرفة اسماء عجمية لا فائدة من ورائها؟.
هذه مجرد اسئلة تحتاج لإجابة فليس هناك أمر غير مستساغ أكثر من أن يكون لك زميل دراسة او عمل لا يكلف نفسه سؤالك كيف تنطق إسمك لكنه ينطقه وفق هواه.
حدث لي في العام 1993م كنت في مؤتمر كان المتحدث فيه ذلك اليوم أحد ابناء الإنجليز، كنت واحداً من الذين سيشاركون في النقاش. طلب المتحدث من المشاركين كتابة أسمائهم وبعدما كتبنا أسماءنا وقدمنا له الورقة صار ينادي علينا واحداً تلو الآخر لنقرأ له ما كتبنا وهو يصغي لكل واحد من بإهتمام شديد واذكر بأنني وقفت بالقرب منه وردد إسمي ثلاث مرات بعدي (Geer Tor) حتى خيل لي في ذلك الوقت انه قد تعلم لغة الدينكا عندما ناداني.. ونفس الأمر إختبرته في العام 2004 م وانا أعمل مع منظمة رعاية الطفولة البريطانية فالمشرفة الإنجليزية على البرنامج لم تكن تخطئ الأسماء لأنها تدرب نفسها على النطق بها.
ما جعلني أسوق ما تقدم اعلاه هي ملاحظتي لعدم الإكتراث لكثير من الأمور التي ليست صعبة لكن الإستهتار يعمقها في القلوب. واذا كان بعض الناس يظنون النطق الخاطئ في إسم صديقك غير العربي شيئ سهل فهذا تقدير غير صحيح فالشخص الذي تحبه وتريده تعرفه جيداً وتستطيع معرفة لكنته. وحسب تقديري فهناك غياب تقدير وعدم إحترام لهؤلاء ولذا لا يجتهد الذين يخطئون في النطق والكتابة.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 945- 2008-07-01