وما بين مصر ومصرع توزعت العناوين في الصحف في اليومين الماضيين
كانت مصر حاضرة بكثافة في صحف الخرطوم صباح السبت والسيسي تنظره البلاد في زيارة عاجلة له بعد مدة قصيرة من استلامه مقاليد الأمور بصورة رسمية في مصر، وقد كان يمسك بالأمور من وراء بندقية (حجاب).
وفي اليوم الثاني كان أبرز عنوان في كل الصحف هو (مصرع) كاربينو المتمرد الدارفوري في دارفور، وهو أن عني تخلص الحكومة من مقاتل شرس فإنه يعني أيضا أن العنف في دارفور لا يزال قائما.
مصر التي ابتدرت عهدها الجديد زيارة للخرطوم لتقديم السبت لابد وأنها تنتظر (أحدا) من الخرطوم يتعلق أولا بسد النهضة الإثيوبي ويمتد حتى العلاقة مع تنظيم الإخوان المسلمين..
لم تمض إلا شهور قليلة من زيارة مرسي للسودان وإعطاء الرئيس البشير له قطعة أرض لإقامة منطقة صناعية مصرية كبرى.
كل وسائل الإعلام المصرية يومذاك عدت الزيارة اتفاقا إسلاميا وتقاربا (ارهابيا) وإن استعملت الكلمات الدبلوماسية.
اختلف الأمر أمس ونحن نتابع القنوات والصحف المصرية وكيف تمت تغطية الزيارة.
على أن التقارب مع مصر يبقى خيارا إستراتيجيا ملحا وملحا لابد منه لإعطاء الطعم وبرء الجراح..
لقد خرج (السائحون) ينددون بزيارة السيسي لمصر قبل أن تفرقهم الشرطة، وهم من يريد أن يقام كل تقارب وتباعد بفعل العاطفة والارتداد إلى زمان (الطاغية الأمريكان ليكم تدربنا)..
لقد دفع السودان فاتورة هذا النشيد باهظا بمقاطعة استمرت لعقدين جعلت الدولار الأمريكي الواحد ترتجف أمامه عشر جنيهات مما نعد.
لقد أخرجت وزارة الخارجية بيانها الأخير بعد إطلاق سراح المتهمة بالردة لا (المرتدة) فلقد برأتها المحكمة.
وزارة الخرجية أشارت في بيانها للعقوبات الأمريكية التي تضرر منها 33 مليون مواطن سوداني.
مما يعني أن المقاطعة مؤثرة جدا وأن التقارب مع مصر ينبغي أن يصب في المقاربة مع أمريكا فإن عذوبة النيل لم تمنعه من أن يصب في ملح البحر.
لقد هللت وزارة النفط أمس ووزارة المالية تبشر بأن مليون دولار سيضخ قريبا كل يوم من عائدات نفط الجنوب ليساهم في إنزال الدولار الطالع دوما.
وإن كانت هذه الأخبار قد أصبحت غير مبشرة، فلقد انتظر الناس آثار الوديعة القطرية فإذا بآثارها تبدو كآثار السيول والفيضان..
ومصر جسر لابد من المرور عليه لتجاوز نهر العقبات والعقوبات… ومصرع المتمردين يبقى حلا عسكريا لكنه قصير الأثر لأن متمردين آخرين سينبتون.
الحل السياسي هو الحل.. والعمل السياسي هو الحل.. والسيسي أولى من مرسي بأعراف المصالح..
مع التأكيد لصديقنا جمال علي حسن أن شوكة الكرامة (في محلها)..
[/JUSTIFY]هتش – صحيفة اليوم التالي