رمضان أقبل.. فالحمد لله الذي أنعم علينا ببلوغه.. ومد آجالنا حتى دخلناه.. وأتم عافيتنا لنطيقه.
ويا لرمضان بصفاء نهاراته وحلاوة لياليه.. بذكرياته الطيبة.. وتواصله الحميم.. بأرواحه المتسامية وتسامحه العميم وصبره الجميل!.
وما رمضان سوى صبر متتال ويقين عظيم.. ذلكم اليقين الذي يعينك على احتمال سائر تفاصيل حياتك اليومية.. وما أحوجنا له على أيامنا هذه!.
فمرحى لنا بشهر رمضان المعظم حيث يمكننا إعادة تحديث يقيننا وإيماننا وجلدنا وقوة احتمالنا.. لنكون أكثر قدرة على التعاطي مع المحن والأزمات والمشاكل اليومية المختلفة التي تعترض حياتنا والتي أصبحنا عاجزين عن مجابهتها بالحكمة اللازمة، فلا نملك حيالها سوى التعصب والصراخ والسخط والحنق وافتعال الخصومات والخلافات والمشاحنات.
يأتي رمضان في كل عام ليغسلنا من أوزارنا وينقي دواخلنا ويحملنا فرصة ذهبية للغفران وحصد الثواب.. يجدد طاقتنا الروحية ويوطد حبال الوصل بيننا وبين عباداته ذات الخصوصية والتي وعد الله أن يجزينا عنها دون حساب وكما يحب ويرضى.
كل ما علينا أن نعد العدة للقائه وقضائه بما يناسب جلاله.. نكف جوارحنا عن الخطايا.. ونمنح أنفسنا الفرصة الكاملة للعيش المثالي الكريم.
وعلينا كذلك أن نكترث لدنيانا فيه كما اكترثنا لديننا.. أن نحرص على صحتنا ونلتزم بما يجنبنا مزالق الأمراض ومهالكها.. فرمضان ليس كما يبدو للكثيرين مجرد مآدب وولائم وأرتال من الحلوى والسكريات دون حساب.
علما بأن مفاسد الصحة الكبرى هي الأبيضان (السكر والملح).. ونحن للأسف أحرص ما نكون عليهما في الشهر الكريم..
وبينما كان أحد أغراضه الإيمانية الشعور بمعاناة الفقراء والمساكين من المسلمين جعلناه شهرا للإستهلاك والإنفاق دون حساب على مستلزمات لا تلزم.
فدعونا نعيد تقييم الكثير من الأمور الروحية وبنود الصرف المادية الكبيرة.
ونتمنى أن نقضي هذا الشهر في تواصل وتراحم وعطاء وصدقات وتسامح وعبادة.. أن نتهادى ونعفو وندعو ونسأل الله الرحمة والمغفرة والعتق من النار..
اللهم ببركات رمضان الكريم.. أشهدك أني قد عفوت لهم.. فقد عوضتني خيرا منهم وغمرتني بالنعم والأفضال ومنحتني أكثر مما أستحق.. وإنك عفو تحب العفو فاعف عنا.. رمضان كريم
تلويح:
نتمنى في هذا الشهر الميمون أن تتمكن هيئتا الكهرباء والمياه من الصوم عن القطوعات حرصا على صومنا من الضنك و(التجريح).
إندياح – صحيفة اليوم التالي