عام 1982 لم أكن صغيراً، بل كنت في بداية عملي الإعلامي، وأتذكر جيداً تلك السنة، لأنها شهدت نهائيات كأس العالم في إسبانيا، والسبب أن العرب تمثلوا يومها بمنتخبين يتأهلان للمرة الأولى، وهما الكويت عن عرب آسيا والجزائر عن عرب أفريقيا، وشهدت البطولة أيضاً عودة الإنجليز إليها بعد طول غياب والأغرب غياب هولندا عنها، وهي التي وصلت آخر مباراتين نهائيتين قبل هذه البطولة في ألمانيا 1974 والأرجنتين1978، وللعلم فإن بطولة 1982 هي الأولى في التاريخ التي تضم 24 منتخباً بعدما كان الرقم محصوراً بـ16 ويومها تم تقسيم المنتخبات على 6 مجموعات، يتأهل أول وثاني كل مجموعة، ثم يتم تقسيم المتأهلين على أربع مجموعات، وقيل عن هذه البطولة إنها الأكثر إثارة في التاريخ، وشهدت أسرع «هاتريك» في تاريخ كؤوس العالم بتوقيع لازلو كيس خلال ثماني دقائق في مرمى السلفادور، وانتهت المباراة برقم قياسي عالمي ما زال صامداً حتى الآن وهو 10-1، وهي البطولة نفسها التي شهدت واحدة من أغرب المباريات في التاريخ، وأقصد مباراة الكويت وفرنسا، وحادثة هدف آلان جيريتس، ودخول المرحوم الشهيد فهد الأحمد، والتهديد بالانسحاب، وإلغاء الهدف بأمر الحكم الروسي شتوبار ثم خسارة الكويت 4-1.
وما زلت حتى اللحظة أتذكر لقاء إيطاليا بمنتخب الأحلام البرازيلي الذي توقعنا أن يكون البطل بلا منازع، وهو يضم زيكو وسقراط وفالكاو وإيدر، ولكن إيطاليا التي تأهلت للدور الثاني بفارق هدف عن الكاميرون فقط سجلت ثلاثية بتوقيع الخارج من السجل باولو روسي، أنهت بها الحلم البرازيلي، ونتذكر لقاء فرنسا بألمانيا الأشهر، والتي تقدم بها الفرنسيون 3-1 قبل التعادل 3-3 ثم خسروا بركلات الترجيح في أول لقاء يُحسم بالترجيح في نهائيات كؤوس العالم بعد إقرار هذا النظام قبل كأس العالم 1978 ولكن كل المباريات وقتها انتهت في أوقاتها الأصلية.
في تلك البطولة حققت الجزائر انتصارها التاريخي على ألمانيا بهدفي مادجر وبلومي، وفازت أيضاً على تشيلي 3-2، ولكن مؤامرة ألمانية نمساوية مشهورة بمؤامرة خيخون أبعدت الجزائر عن الدور الثاني بأربع نقاط، بينما أحرزت إيطاليا اللقب وهي التي نالت فقط 3 نقاط في الدور الأول (وقتها كان للفائز نقطتان وللتعادل نقطة)، ومن يومها وأنا أكره الكرة الألمانية، وإن كنت أعترف لها بالريادة والقوة والهيبة مهما كان وضع منتخبها، وهو يستحق أن نخشاه اليوم لأنه توج بطلاً للعالم 3 مرات ووصيفاً 4 مرات وثالثاً 4 مرات، وفي كل مشاركاته يتم ترشيحه للقب، وفي هذه البطولة وإن عانى أمام غانا، إلا أنه أجهز على البرتغاليين، والأميركان وللأمانة فقد تمنيت أن تلعب الجزائر مع أي منتخب غير الألماني ولكن (الله غالب)، وأتمنى أن تتكرر قصة 1982 فما حدث بالأمس، يمكن أن يحدث اليوم، وكلها بضع ساعات وسنعرف.
[/JUSTIFY]