حدثني شاب عائد من اوربا أنه تفاجأ واندهش عندما اكتشف بعد أسابيع من تواجده في العمارة التي يسكن فيها أن جاره «هيته بي هيته» هو عمدة بيرن شخصياً، والشاب لم تصله المعلومة ليس لأن الأبواب مغلقة على جيرانه، وليس بينهم وبينه علاقة، ولكن لأن الرجل يعود الى بيته من غير تشريفات أو مواتر تسبق ركبه الميمون، والرجل كما حدثني الشاب يذهب الى عمله بواسطة عجلة يقودها الى حيث مكتب العمدة الذي يماثل عندنا مكتب الوالي- اي والي في اي ولاية- بل قال لي إن رئيس وزراءأسبانيا نفسه يسكن على بُعد ثلاثة شوارع، وكثيراً ما شاهده على محطة الميترو الذي هو وسيلة مواصلاته الى مكتب الوزارة، وبصراحة لم أتمالك نفسي من الضحك حينما قلت له عندما تعود الى هناك سأمنحك هدية أرجو أن تهديها لهذا العمدة، وذاك الرئيس للوزراء وهي لافتة مكتوب عليها «هي لله لا للسلطة ولا للجاه» لأن فحوى ومغزى ومعنى هذه الأدبيات في ممارسة السلطة التي يقومون بها هي الأكثر قرباً للشعار المرفوع عندنا دونما أن يكون له معنى أو محل من الإعراب! على فكرة كثيراً ما سألت نفسي لمن يمارس الساسة السودانيون السياسة هل يمارسونها من أجل أن تكون طريقاً لكرسي الحكم أم أنهم يمارسونها لولاءات حزبية أو جهوية وفي سبيل ذلك لا يعترفون بخطأ ولا يتراجعون عن موقف حتى لو كان الصحيح عكس ما يعتقدون! أم أنهم يمارسون السياسة من أجل المواطن والوطن، وفي ذلك يترفعون عن المصالح والضغائن ويرتفع عندهم معدل المرونة للحد الذي يجعلهم في مركب واحد مع من يستطيع أن يحقق آمال وتطلعات شعبه! لكنني بصراحة ومن الثلاثة خيارات لم أخرج إلا برابع أن معظم من يمارسون السياسة في السنوات الأخيرة يمارسونها بطريقة «ركوب الرأس» وتفسيرها «أنا صح والجميع خطأ حتى أثبت لهم أنهم جميعاً على خطأ» وفي ذلك لا وجود لانتماء حقيقي لقضايا الإنسان السوداني بدلالة أن بعض ممن يبتعدون عن الدائرة الحاكمة لا يرون فيها، وبمجرد ابتعادهم عنها إلا السوالب بل ويعمدون الى إظهارها والتركيز عليها، ولو أنهم ما خرجوا لظلوا في حالة مجاملة للرفقة الحاكمة ساكتين عن الحق ومغمضين أعينهم عن الحقيقة وما غشتهم رياح الشفافية إلا أنهم أبعدوا عن كراسي كانوا يظنون أنهم خالدين فيها أبداً! على فكرة حكاية عمدة بيرن هذه صحيحة ليس لدينا ما يشبهها طبق الأصل باعتبار أن المسؤولين عندما تجرفهم قوى البروتكول والرسميات التي تحتاج لمن يقول لها «لا» لتنفك العقدة ويتبعه آخرون صحيح ما عندنا مثل عمدة بيرن راكب عجلة، لكنني وحتى لا أظلم بعضهم فإن هناك كثر ما افسدتهم التشريفات ولا اغراءات السلطة، فظلوا بذات التواضع والاريحية ومن هؤلاء السيد النائب الأول بكري حسن صالح، والذي حدثني أكثر من شخص عمل معه أو اقترب منه أن بكري لم يتغير ضابطاً أو عضو مجلس قيادة ثورة أو حتى وصوله نائباً أول للرئيس وشخص بهذه الصفات يستطيع أن يحل أو يساهم في حل قضايا كثير من المواطنين إن وجدوا اليه سبيلاً من قيد البروتكول والتشريفات فهل تفعلها الأخ النائب الأول ويلقاك المواطن يوماً ما تشرب فنجان قهوة في شارع النيل.
كلمة عزيزة
يبدو أن برنامج أغاني وأغاني هذا العام سيلعب بطريقة «كش ملك» لم ينتبه بقية اللاعبين في الفضائيات الأخرى ويقدموا الجديد المبتكر.
كلمة أعز
اتصلت على مهندس البلاغات في مياه بحري لأخبره بأنني بلغت قبل عشرة أيام عن ماسورة مكسورة أمام منزلي بسببها انقطعت المياه عنا فكان جوابه دقيقة يا أستاذة أكتب شكوتك في الدفتر يا اخوي انا مقدمة ليكم شكوى عاجلة ولا واجب في عرس؟!
عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]