حمى الاشياء تسكن في لبها.. وتطفح للسطح عندما تتواتر في الارتفاع.. متى تبرد الأجوف والأسطح.. الناس حينما تكثر عليهم الغبائن يعمدون للمخارجات الباردة.. تماماً كمن يصرخ ليخفف عن نفسه وزر حمل الوزر كتمة كثيراً ما تجعلنا الايام رهائن لذنوب اقترفناها بقصد أو بلا قصد لنكون مهزومين بها محبوسين في سياجها الداخلي.. ننهزم عندما نصغر بالاشياء العظيمة أو نستهين بالجلائل أو عظام الامور.. ها هي أبرار أو مريم تخرج وتحمل في تفاصيل الخروج تساؤلات كبيرة عن حيثيات هذا الافراج الذي اصبح حمالاً للأوجه والتأويل.. هل زجت القضية في أتون السياسة أم أن تقاطعاً قد حدث في احدى منحنيات القضية.. ثم هل هنا سُبة ما في هذا الإجراء الذي جاء «صم لم» دون تفاصيل موسعة.. لا نشكك في أحد ولكن نريد أن نعرف الحقائق كاملة بدءاً من «مناطيق» الحكم وانتهاء باسماء من حكم.. وعلى ماذا استند بدءاً وانتهاءاً.. لأن الفكرة في القضية تتداخل مع أمر الدِّين.. وهو أمر عند السودانيين حساس جداً جداً.. ثم إن كانت السياسة لها صلة بالأمر نخشى أن يدفع ذلك لذرائع انتهاج البعض ذات المسار.. خرجت أبرار أو مريم وهي تقول إنها اصلاً لم تكن مسلمة..! وإن كان هذا صحيحاً فهذا شأن يتطلب ازالة الضرر عنها.. أما إن كانت الاخرى المسلمة فإنها تخضع لحالة من تيار التربص.. أبرار أو مريم امتحان حقيقي بلا شك في الامتحانات الصعبة التي تتعرض لها البلاد.. رغم أن الأمر ليس بفرديتها في القضية بقدر ما ان هذه القصة تحتاج لتوضيح كامل الدقائق والتفاصيل لكل القطاعات التي تداخلت في مسار القضية.. ترى ماذا كانت حصيلة هذه القضية على المستوى المفاهيمي العقدي والاجتماعي..؟ هل أبرار أو مريم مازالت في نظر أهلها تلك المارقة أم أنها «ليست بنتهم» والاصرار والانكار هما محور ارتكاز الفهم.. ثم هل طالب «اهل البنية إن كانت بنيتهم حقاً باجراء التحاليل الوراثية ثم هل وهل».. الشارع العام يحتاج لتوضيح لأن بعض احساس سالب سيقدح في حق نزاهة قطاعات حساسة جداً..
«صديقتي» تعد الأمر في اتجاه ايجابي جداً.. لأنها تربط كل شيء بساس يسوس.. «ثلاث موضوعات في وقت واحد افراج عن المهدي، عودة الصيحة.. واطلاق سراح أبرار أو مريم» هكذا ينظر البعض للموضوع.. المهم أن لا يتكرر المشهد بشكل آخر أو مختلف.
آخر الكلام..
يا أخوانا أمور الدِّين دي صعبة جداً.. ثم ان الادعاء والبلاء به ايضاً مشكلة كبيرة.. يذكرني «هنا» إن أحدهم كان مثقل الدماغ بعد «قزازة خمر» ودخل في نقاش عميق فأردف مع سكرته قائلاً «يا اخوي ما تحلف لي بالله.. نحنا سكارى أبعد ربنا من ونستنا دي».. أها يا اخوانا أمور الدين دي ابعدوا منها الشكك.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]