السيسي في الخرطوم لمدة ساعتين
صحيح الزيارة قصيرة من حيث الزمن ولكنها عميقة من حيث الدلالة.
أول زيارات الرؤساء الجدد توضح قائمة الاهتمامات والاولويات.
(أعيب على الرئيس المعزول محمد مرسي تأخره في زيارة السودان) .
رغم ما يقال ولا يقال وما يهمس به، توجد حقيقة مركزية عصية على التجاوز والتجاهل.
السودان مهم لمصر ومصر مهمة للسودان، بغض النظر عن طبيعة الأنظمة الحاكمة في البلدين.
نقطتان أساسيتان تمثلان مصدر التوتر في العلاقة بين الخرطوم والقاهرة:
الأولى/ من جانب السودان ومتعلقة بالتاريخ وللأسف عبر عنها الرئيس السيسي أمس عفواً دون قصد- حينما قال “إن السودان جزء من مصر”.
وهو لا يدرك أن قطاعات واسعة من المجتمع السوداني يؤلمها ويسوءها تصور أن مصر تنظر للسودان كامتداد وتابع لها ولا يكتسب قيمة إلا بتلك النسبة!
الثانية/ من جانب مصر ومتعلقة بالجغرافيا (مياه النيل والجوار).
مصر لا تريد للخرطوم أن تتعامل مع ملف المياه بصورة مستقلة عن القاهرة.
مصر تضع ألف حساب لمخاطر بعضها متصور وآخر متوهم قد تأتي عابرة للحدود من جهة السودان.
أسوا متغير في الراهن الآن هو أن العلاقة بين الخرطوم والقاهرة أصبحت محكومة لحد ما بتجاذبات القوى في المنطقة العربية (الرياض- أبوظبي- الدوحة).
الوضع الأمثل للعلاقة بين البلدين تجاوز عقد التاريخ ومخاوف الجغرافيا وتأثيرات صراعات المحيط وترك المصالح تتحدث.
ضد الأوساخ !
بروف إبراهيم غندور قالها بصراحة ووضوح:
( نريدكم أن تعيدوا واقع صحة البيئة إلى 55 عاما إلى الوراء حينما كان مسؤول الصحة يقوم بتفتيش أزيار المنازل).
وضع محزن ترتب على فشل تاريخي أن يتجه مؤشر التقدم لدينا إلى الوراء.
الدول تخطط إلى بلوغ غايات في المسقبل تمتد لعشرات السنوات ونحن غاية ما نتمناه العودة إلى الماضي حيث أفضل أيامنا هناك!
250 آلية جديدة سلمت من قبل والي ولاية الخرطوم دكتور /عبد الرحمن الخضر، للمحليات بالولاية لجعل الخرطوم عاصمة تليق بنا.
الآليات ضرورية والخطوة تستحق الإشادة وستساعد في إنجاز مهام كبيرة في وقت قصير وبجهد أقل.
المشكلة في الكادر البشري وفي النظام الإداري.
بروف غندور وضع يده على العلة التي قد تجعل هذه الآليات بلا جدوى، حينما قال:
(من الممكن أن نصل إلى عاصمة نظيفة وخضراء شريطة إذا قمنا بمحاسبة من يقصر في أداء واجباته من المسئولين عن النظافة وإذا قمنا في ذات الوقت بمكافأة من يقومون بأداء واجباتهم على الوجه الأكمل).
مناورات الترابي
الإذاعة السودانية ستبث خلال رمضان حلقات في برنامج (المنتدى الفقهي) مع دكتور حسن عبد الله الترابي..هذا ما أعلن عنه في الصحف.
الشيخ الترابي ومنذ أشهر في حالة صوم عن الحديث في مواضيع السياسة لأجهزة الإعلام .
يتحدث في المناسبات الاجتماعية والمنابر الأكاديمية باقتضاب وتعميم!
ولا يقترب من السياسة في الحديث للإعلاميين إلا بمشروطية عدم النشر!
الرجل يريد أن يدير شأنه السياسي في موضوع الحوار بعيداً عن التصريحات التي تختزل المواقف وترسم التصورات وتحدد المواقع في معادلات (المع والضد)!
صمت الترابي يتيح له مساحة أوسع في المناورة والاحتفاظ بكل الخيارات في حال نجاح مشروع الحوار أو فشله.
ما يحدث في التلفزيون
استأنف العاملون بالتلفزيون المظاهرات والاعتصامات في سبيل الحصول على حقوقهم.
أمر مسيء للحكومة أن يحتج عليها من كانوا يبشرون بإنجازاتها ويدافعون عن صورتها ومشروعها.
الأزمة في التلفزيون مزمنة بينما الحلول مؤقتة تأتي للتسكين لا للعلاج.
أول ما ينتهي أثر المسكن يبدأ الألم وينطلق الصراخ!
الروشتة في متناول متخذ القرار:
(الحل في الحل)!
أجمل ما في البرازيل
منذ عام 1982 لم نشاهد منافسة في كأس العالم بهذه الروعة والإثارة والجمال.
عبقرية المكان تفرض سطوتها ناعمة على كل شيء، على المباريات والأهداف والمدرجات.
كل شيء هناك يتم على إيقاع السامبا.
أجمل الأهداف الرأسية أحرزت في هذه البطولة.
ما بالمدرجات من مشاهد مهرجانية لا يقل جمالاً عن ما بداخل المستطيل من إبداع ومهارة وفن.
تساقط الكبار حينما استهانوا بالصغار.
وصعد الصغار حينما أيقنوا ألا كبير مع كرة القدم.
العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني