* ولم يأت اقتحام البرلمان الكويتى بإمرأة واحدة ولا اثنتين ولا ثلاثة، وانما بأربعة نساء كاملات الدسم،( ما فيهن شق ولا طق )، حصلن على تأييد واسع واقتحمن البرلمان من أوسع أبوابه، وهو باب الانتخابات الحرة والديمقراطية التى انتصرت للفكر الحر والافكار المتحررة من الظلم والظلام، وأطاحت بغول الهزيمة والانكسار والرجعية !!
* نعم، الرجعية .. وأعيدها وأكررها أكثر من مرة حتى يسمعها جيدا من يعتقد أن الزمن الذى كان فيه لكارهيها ومحاربيها ومقاومى سدنتها، البريق والصوت العالى والاحترام من الجميع قد ولى واندثر، ولكن هيهات، فهو باق ومتجدد ومتطور، والدليل ارتفاع الوعى لدى الشعوب، وصعود المرأة درجة أخرى بل درجات، فى سلم التحرر والانعتاق من الرجعية وسدنتها وكهنتها الذين يستغلون بدون خجل أو تأنيب ضمير، أقدس وأجل ما فى الوجود لتقييد حركة التطور وشدها الى الوراء وتحقيق مكاسب ذاتية، لا للمحافظة على قيم فاضلة أو أخلاق كا يروجون وينشرون.
* كانت الكويت قبل أن يغدر بها صدام حسين تسير بخطى حثيثة نحو الانعتاق من الرجعية والرجعيين، ولكن جاء صدام بجيوشه البائسة لينقض عليها بليل ثم غادرها مهزوما مطرودا، فانتشر فيها أصحاب الفكر الرجعى يروجون بين الناس أن ما حدث للكويت عقاب ربانى لانها سارت فى طريق الشيطان، يقصدون بذلك بعض مظاهر التقدم والتحرر وحرية الفكر والرأى والانعتاق من عبودية الافكارالرجعية.
* ولما كانت صدمة الغزو شديدة على الكويتيين تحت تأثير فقدانهم للاهل والاحباب والممتلكات والامن والاحساس بالامان، انساق كثيرون وراء تلك الافكار، وتأثرت بشكل كبير مسيرة التقدم وسيطر دعاة الفكر المتخلف على حياة الناس، ولكن لم تمر بضعة أعوام حتى اكتشف الكويتيون الوهم، وبدأوا حملة التصحيح والتنوير التى قادها المستنيرون فى مختلف المواقع وقدموا الكثير من التضحيات، الى أن جاءت الانتخابات البرلمانية الاخيرة لتفصح عن هزيمة ساحقة للرجعية، وانتصار كبير لقوى الاستنارة والتقدم وفى طليعتها المرأة الكويتية التى ناضلت طويلا حتى نالت حقها فى الانتخاب والترشيح وتمثيل مواطنيها وهى أهل لذلك.
* الآن صار فى الكويت برلمان مختلط ، وولى زمن ( برلمان الرياييل ) !!
drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: – 2009-05-19