الشدة ولبسة الدمورية.. والحنين لماضي المدارس الزمان في خواطر الآباء والأمهات.. مجانية التعليم وزمن ازدهار المدارس الحكومية، وروح التنافس الشريف.. ما زلت اذكرها وهي تحادثني عن ابنها الشاطر الذي لا تسمح له الظروف بأي درس خصوصي ولا المشاركات في مراجعات المجموعات، لأن اقتصاد الأسرة اهون من بيت العنكبوت، كيف أنه رغم كل شيء يتحصل على درجات لم يتحصل عليها ابن فلانة او فلانة المتكفلين به أهله رعاية وتدليلا، كما أنه لا يمكن أن يحوز كل الدرجات التي تتاح، لأن هناك من تتوفر له كل مقومات استحوازها من دروس خصوصية ومدارس مكتملة الجوانب، وبذلك تكون أقرب للأم المثالية التي من (لوشواش تزيد الفراش).. ثم أن فكرة المقدرات الشخصية للطلاب باتت أحياناً تحت مرمى الفوارق الطبقية والمكملات، حيث يشرب الطالب المواد الدراسية شرباً ويتم عمل اختبارات في امتحانات وتوضع له كل السيناريوهات، فيكون الأمر مجرد نزهة أو طلعة ترفيهية.. المهم سادتي الزمن غير الزمن، والمدارس الحكومية غير المدارس، بل وصل الحال الى أن عاقبت احدى الأمهات تهديداً لبنتها (يا بت لو ما وقفتي الاتصال بالواتساب بطلعك من المدرسة الخاصة وانقلك للمدرسة الحكومية) سبحان الله رغم أن معظم المميزين في الحياة العامة هم أولاد وبنات المدارس الحكومية.. نتمنى أن تتكامل المجهودات لتوفير الظروف الملائمة للطلاب بالذات (أولاد الغبش) وللأمانة والحقيقة تحن قلوبنا مع هؤلاء وهم (يتطرطشون) مع مواصلات الخضر على مستوى ولاية الخرطوم، فقط نطلب من الخضر والنمر الوقوف الميداني على ظروف هؤلاء في غدوهم ورواحهم، فبعضهم لا تحتمل أجسادهم النحيلة حمل الشنطة الثقيلة.. حيث يغيب جدول الحصص لعدم انتظام توافر الظروف الملزمة لذلك، حيث تملأ الحصص بالحاضرين من المعلمين أو المتعاونين.. المهم قرائي هناك حاجة ماسة جداً للنظر بعطف أبوي تجاه هؤلاء أحزنني جداً عودة ذلك الطالب باكياً للبيت في أول يوم دراسة، كما ورد في عمود أستاذنا وصديقنا عبد العظيم.. نشد من أزر أمه ونتمنى صادقين أن يأخذ المسؤولون الأم مأخذ الجد والمسؤولية.
آخر الكلام: ضرب الجرس وبدأ العام.. رمضان مقبل والجو ساخن والأوضاع الاقتصادية فاتت حد الصبر، وأصبح الناس في بلادنا مشدودين مشدوهين.. اللهم اغفر لنا ما مضى وما هو آتٍ وما سوف يأتي.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]