ضرورة تنحي المالكي

[JUSTIFY]
ضرورة تنحي المالكي

يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الشرق الأوسط مجدداً، على أمل أن تفلح جهود بلاده الدبلوماسية إلى تفادي الحرب الشاملة في العراق بعد أن أثبتت التطورات الأخيرة للأزمة العراقية أن المالكي حليف الولايات المتحدة هو المشكلة وليس جزءاً منها فقط، وبالتالي الحل يكمن في تنحي المالكي، وهو حل تبدو واشنطون مقتنعة بجدواه، ولكنها تخشى من البديل، ومن أن يقوي إجراء إزاحة المالكي شوكة داعش والمجموعات المسلحة الأخرى التي تصنفها الولايات المتحدة بل تحاربها على أساس أنها مرتبطة بشكل أو آخر بتنظيم القاعدة.
وكشفت الأزمة أن المالكي يقف وحيداً إلا من دعم إيراني مرتبط بمخطط إقليمي، فالأصوات المتطالبة برحيل المالكي لم تعد ترتفع فقط في المحافظات ذات الأغلبية السنية في العراق، بل من داخل الكونغرس الأمريكي، حيث أكد عدد من أعضاء الكونغرس أن حل الأزمة العراقية يكمن في رحيل نوري المالكي. ودعا السناتور الجمهوري جون ماكين متحدثاً في مجلس الشيوخ إلى استخدام القوة الجوية في العراق، لكنه حث أيضا أوباما على أن يوضح للمالكي أن وقته انتهى.
وقال وزير الدفاع تشاك هاجل في جلسة بالكونغرس: هذه الحكومة الحالية في العراق لم تنجز مطلقا الالتزامات التي قطعتها لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع السنة والأكراد والشيعة.
ليست هي المرة الأولى التي توجه فيها انتقادات إلى المالكي الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، فقد سبق للكثير من أعضاء الكونغرس التنديد بسياسته التي تكرس لهيمنة الشيعة على المشهد السياسي في العراق، ولكن تلك الانتقادات السياسية لا تؤثر في مستوى التعاون العسكري ورغم إعلان الرئيس الأمريكي لأرسال 300 مستشار عسكري إلى العراق، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة لن تستثمر موارد وتخاطر بأرواح رعاياها ما لم يحصل تغيير سياسي في البلاد، وهي القناعة التي توصل إليها حتى العسكريون في الولايات المتحدة، حيث اعتبر المسؤول السابق عن القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس أن الولايات المتحدة التي سحبت قواتها من هذا البلد في نهاية العام 2011 بعد احتلال دام ثماني سنوات، يجب ألا تصبح “قوة جوية للميليشيات الشيعية”. وقال “إذا علينا دعم العراق، فيجب تقديم هذا الدعم لحكومة تمثل شعباً يضم جميع أطياف البلاد”، مضيفاً “لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون قوة جوية لحساب الميليشيات الشيعية أو لشيعي في معركته ضد العرب السنّة”.
إذن الأزمة التي سبق وأشرنا إليه أزمة المالكي وأوباما باتت تتعمق مع يوميات تعقيد الأزمة بالعراق، فهل يفلح جون كيري العائد إلى الشرق الأوسط بعد فشله في الملف الفلسطيني هل ينجح في العراق؟

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version