الهدهد !!!

[JUSTIFY]
الهدهد !!!

*هل منكم من يذكر متى رأى هدهداً في زماننا هذا ؟!..
*أنا شخصياً رأيته لآخر مرة حين كنت يافعاً ونميري يخطط للحظة بيانه الأول..
*أي رأيته قبل إستيلاء (مايو) على السلطة بقليل وكأنما جاءني بـ(نبأ) الإنقلاب هذا..
*ثم لم أره ثانيةً رغم توقي إلى (نبأ يقين!!) آخر يجيئني به شريطة أن يكون على النقيض من ذاك ..
*ولا تسلني عن طبيعة النبأ الآخرهذا كيلا أتسبب في أن يُقال لهدهد الصحيفة التي التحقت بها : (لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه !!) ..
*ومصدر فكرة كلمتي الإفتتاحية اليوم – بصراحة – هو الهدهد هذا الذي أُختير شعاراً للصحيفة التي تشرفت باسضافتها لي ..
*ولا أدري كيف ستُحيل الصحيفة شعارها هذا إلى واقع مع وجود كم هائل من لافتات (ممنوع الإقتراب والتصوير) تحيط بصحافتنا من كل جانب ؟!..
*فالفساد – مثلاً – ممنوع الكتابة عنه صحفياً إلا بالوثائق والمستندات …
*فإذا ما أبرزت صحافتنا الوثائق والمستندات هذه جُرجرت إلى النيابات لتُساءل:( من أين لك هذا ؟!) ..
*(يعني) ليس من وثقت لفساده الوثائق هذه هو من يُساءل (من أين لك هذا ؟!) وإنما صحافتنا المسكينة ..
*فقد علم الصحفيون – فجأة – أن هنالك مادة بالرقم (55) تمد لسانها لمواد أخرى تتحدث عن حق الصحفي في الحصول على المعلومات وتقول لهم : (بلوها واشربوا مويتها!!) ..
*تماماً بمثلما تمد نيابة ود مدني الولائية لسانها لقرار وزير العدل الأسبق سبدرات القاضي بمركزية قضايا النشر وتقول له ( مع وقف التنفيذ) ..
*والصحافة السودانية – بالمناسبة – تتربص بها قوانين عقابية من جهاتٍ ثلاث لكل منها خطوطها الحمراء التي ترفعها في وجهها..
*فهي – فيما يبدو – (الحيطة القصيرة) للحكومة التي (تفش) فيها غيظها وغلها وغضبها كلما أحاطت بها هي نفسها المشاكل من كل جانب ..
*تفعل ذلكم – الحكومة – بينما المواقع الإسفيرية تتمدد بكل (حرية!!) في فضاءات بلادنا لتملأ الفراغ الذي خلفته الصحافة الورقية بفعل قرارات حظر النشر..
*تملأه بـ(الصاح والغلط) بما أن الصحافة هذه (تنكمش) واجباتها التحريرية كل يوم والطبيعة – كما هو معلوم – لا تقبل الفراغ ..
*ثم لا نيابة من النيابات تُجرجر إليها المواقع الإلكترونية هذه أويُخطر أصحابها بقرارات (منع النشر!!)..
*ولست أدري – والحال هكذا – أي (نبأ يقين) يمكن أن يأتي به هدهد (المستقلة) دون أن يُذبح أو يُعذب عذاباً أليماً ؟!..
*اللهم إلا أن يأتي فقط بأنباء (أفراح أفراح) و(أغاني وأغاني) و (بنات حواء) و(ليالي العاصمة) ..
*وحتى هذه يقف لها بالمرصاد الشيخ دفع الله حسب الرسول صاحب الهدهد (التخصصي !!)..
*فهو هدهد لا يُعجبه من الأنباء إلا ما يظن أنها (كشفت عن ساقيها!!!!).

[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version