بمشاركة خارجية واسعة وأوراق عمل عديدة :الوطني يدير ظهره لجوبا ويستعد لمؤتمره العام

أكد المؤتمر الوطني انه لن يعلق الحوار مع الحركة الشعبية أو أي قوى سياسية أخرى على خلفية مشاركتها في مؤتمر جوبا، وقال د. كمال عبيد أمين دائرة الإعلام بالوطني إن الحوار منهج أصيل لدى حزب المؤتمر الوطني ولن يعطله مع أي طرف من الأطراف. ووصف ما نسب إلى د.مندور المهدي بتعليق الحوار مع الحركة الشعبية بأنه حديث نزع من سياقه.
لكن د.عبيد هاجم بعنف مؤتمر جوبا واعتبره بمثابة حوار (الطرشان) بين المشاركين فيه لجهة أنهم يتحدثون عن الشيء ونقيضه، وقال: هم يتحدثون عن التحول الديمقراطي وفي ذات الوقت ينادون بمقاطعة الإنتخابات، وتساءل د.عبيد: كيف يمكن أن يتحقق التحول الديمقراطي إذا تمت مقاطعة الإنتخابات!؟. ووصف الوضع السياسي في البلاد بأنه غريب كون الحكومة ترغب في قيام الإنتخابات في وقت ترفض فيه المعارضة قيامها.
وقال أمين دائرة الإعلام إنه ليس هناك خرق لاتفاقية السلام يمكن أن يماثل ما حدث في جوبا، وأضاف في مؤتمر صحفي عقده أمس بمباني المركز العام للحزب إن المؤتمر الوطني بعدم مشاركته في مؤتمر جوبا يعمل على إطفاء الحرائق التي يمكن أن يشعلها المؤتمر، واتهم ملتقى جوبا بأنه يسعى لقفل الباب أمام المسافة التي قطعت لحل مشكلة دارفور.وأضاف في سياق تبريره لعدم مشاركتهم في ملتقى جوبا: ليس من واجب المؤتمر الوطني أن يقدم شرعية لجهات تريد أن تنقض على الشرعية. واعتبر د.عبيد أن أسوأ ما كان في التجربة الديموقراطية الثالثة يجسده مؤتمر جوبا الآن.
ونفى أمين دائرة الإعلام أن يكون تخوف الوطني من التحالف ضده هو السبب في مقاطعته أعمال الملتقى، وقال إن حزبه لا يخشى التحالفات والتكتلات الهشة، وذكر ان أحزاب المعارضة ظلت تتحالف ضد الوطني في كل الانتخابات الجامعية وكانت النتيجة هي فوز الوطني دائماً.
وأكد عبيد أن المؤتمر الوطني لديه أدلة موثقة ومعلومات مؤكدة عن التمويل الأجنبي لمؤتمر جوبا لكنه أمسك عن الكشف عنها وأشار إلى انه سيأتي الوقت الذي سيتم فيه الإعلان عنها صراحة.
ورأى د.عبيد ان من حقهم التعامل مع الحديث عن العودة الى النضال وتشبيه مؤتمر جوبا بأنه اسمرا (2) بدرجة عالية من الحساسية لأنها تتعلق بأمن البلد وإستقراره.
وأبدى أمين دائرة الإعلام استغرابه الشديد لتصريحات د. الترابي التي قال فيها إن الحرية التي في جوبا لامثيل لها، وقال عبيد إن الجنوب لا تحكمه إرادة سياسية ولا يخضع لقانون ولكنه يحكم بواسطة إستخبارات الجيش الشعبي، وأضاف إن الفريق سلفاكير رئيس حكومة الجنوب نفسه لا يستطيع أن يزور أية قرية من قرى الجنوب.
من جهة أخرى أعلن د. كمال عبيد أن هناك إتجاه قوي لتجديد القيادات والدفع بوجوه جديدة من الشباب في صفوف المؤتمر الوطني خلال دورة الإنعقاد الثالثة للمؤتمر العام للحزب التي ستنعقد في الفترة من الأول وحتى الثالث من اكتوبر الحالي.
وقال د. عبيد إن هناك عدداً من المقترحات التي سينظرها المؤتمر العام للحزب من بينها إعادة النظر في عدد نواب رئيس الحزب، واقتراح باستحداث منصب مساعد للرئيس، لكنه قطع بعدم العودة الى صيغة نظام الأمانة العامة السابق وقال: ليست هناك مقترحات في هذا الخصوص. وذكر إن المؤتمر العام سيشهد ترشيح رئيس للحزب وسيكون مرشح الوطني لرئاسة الجمهورية.
وأشار د.عبيد الى أن تغيير القيادات يبدو أمراً ملحاً في ظل النص على ضرورة أن تمثل المرأة بنسبة خمسة وعشرين بالمئة في كل أجهزة الحزب إلى جانب أحاديث تنادي بضرورة أن تتوافر ذات النسبة للشباب.
وقال إن الرؤى داخل الوطني آخذة في التبلور باتجاه أن يأتي الوقت الذي ينص فيه على حرمان الشخص من تولي أية مواقع إذا بلغ سناً معينة، وأبدى عبيد تفضيله شخصياً عدم التفرغ للعمل الحزبي، ووصف امتهان العمل السياسي بأنه واحدة من مشكلات السودان الخالدة على حد تعبيره، وأضاف: هناك سودانيون لم يمارسوا أية مهنة غير السياسة منذ أن خلقوا.
وكشف أن المؤتمر العام سيشهد الإعلان عن إنضمام قيادات سياسية معتبرة إلى المؤتمر الوطني من صفوف أحزاب مختلفة.
واعتبر د.عبيد المشكلات التي لازمت مسيرة المؤتمر الوطني في بعض الولايات بأنه شيء طبيعي وذكر إن العمل السياسي تكتنفه مثل هذه الممارسات لكنه أشار إلى أن الحزب إستفاد من هذه التجربة واجترح طريقة لإدارة العمل داخل أجهزته بلوائح ونظم.
ولفت د.عبيد إلى أن المؤتمر العام للحزب ينعقد بين يدي أكثر من أربعة آلاف مؤتمر أساس في الولايات الشمالية وبحضور أكثر من خمسة ملايين من العضوية هذا فضلاً عن عضوية أخرى لم تشارك، وأضاف إن هذا يشير إلى أن عضوية المؤتمر الوطني في الشمال هي أكثر من هذا الرقم.
ونوه إلى أن المؤتمر الوطني لم يتمكن من عقد مؤتمرات الأساس في الولايات الجنوبية بسبب مضايقات الحركة الشعبية ، حيث جرى في الجنوب عقد مؤتمرات المناطق.
لكن د.عبيد أكد إن المؤتمر الوطني لن يعامل الحركة الشعبية بالمثل في الشمال، وقال: لن نضيّق على نشاط الحركة الشعبية في الشمال لأننا ملتزمون بالنظم الدستورية التي تنظم العمل السياسي في البلاد.
ونوه د.عبيد إلى أن جدول المؤتمر العام متعلق بأداء الجهاز السياسي وأداء الجهاز التنفيذي وقضايا السلام والتحضير للإنتخابات، وملاحظات المكتب القيادي على ترقية الأداء.
وقال أمين دائرة الإعلام إن المؤتمر العام سيشهد حضور حوالي واحد وخمسين وفداً من خمسة وثلاثين دولة افريقية وأوروبية وآسيوية وبعضها سيكون بتمثيل عالي مثل السيد عبدالعزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائرية إلى جانب سكرتير لجنة الإنضباط في الحزب الشيوعي الصيني ومشاركة رفيعة من اليمن وجنوب افريقيا.وأكد عبيد أن الدعوة لن تحجب عن القوى السياسية المشاركة في مؤتمر جوبا وقال: إنهم مدعوون لحضور المؤتمر.
المصدر :الراي العام

Exit mobile version