تعامل مع الأمور بهدوء :الأزمة المالية لها فوائد صحية

التحفيز أو المكافأة لفظ يطلق على كل قول أو فعل أو إشارة تدفع الإنسان إلى الأمام، وهو من الأساليب التي يتبعها البعض لكسب الأخرين، كما يفعل المدرس مع تلاميذه، وصاحب العمل مع الموظفين، مما يجبرهم على التغلب على كثير من المعوقات التي تواجههم في عملهم.

وغالبا ما يتخذ صاحب العمل من المال وسيلة لتحفيز الموظفين، لما له من بريق يلمع في عيون الكثيرين ويجعلهم يبذلون قصارى جهدهم في إنجاز مهامهم بكل تركيز وإتقان، ولكن أظهرت دراسة علمية حديثة أن الأزمة المالية العالمية، قد يكون لها فوائد صحية كثيرة على صحة الأفراد، الأمر الذي قد يعد مفاجئاً للكثيرين، لكن الدراسة جاءت متوافقة مع دراسات سبقتها درست تأثير الأزمات المالية التي مر بها الاقتصاد العالمي في القرن الماضي.

وبينت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة ميتشجان الأمريكية، أن انخفاض الناتج المحلي بمقدار 5 %، أدى إلى زيادة في معدل الأعمار لدى المواطنين بمقدار 1.9 سنة.

وأشارت الدراسة إلى أن الأزمة المالية العالمية التي حدثت في العشرينيات من القرن الماضي، أدت إلى زيادة معدل الأعمار لدى الناس بمقدار 8.8 سنوات، في الفترة بين عامين 1920-1940، ورغم ارتفاع معدلات الانتحار في تلك الفترة، إلى أن معدل الوفيات عموماً شهد انخفاضاً ملموساً.

كما وجد الباحثون أن معدل الأعمار ارتفع من 57.1 سنة، عام 1929 إلى 63.3 سنة عام 1933، ويتوقع الباحثون وفقاً للدراسات ارتفاع معدل الأعمار لدى الأمريكيين بسبب الأزمة المالية العالمية التي يعيشها العالم حالياً ليصل إلى 77.7 عاماً.

وأوضح الباحثون أن الأسباب المباشرة لهذا التحسن في الوضع العام في صحة الأفراد ليس واضحاً تماماً، رغم أن هناك بعض المؤشرات التي قد تكون سبباً في ذلك، وقد بينت الدراسة أن الناس في أوقات الأزمات يقللون من تناول الوجبات خارج المنزل، مما يعني اعتمادهم على الطعام المنزلي الذي غالباً ما يكون صحياً أكثر من أكل المطاعم، كما بينت الدراسة أن الناس يقللون من استخدامهم للسيارات، مما يؤدي إلى انخفاض حوادث الطرق المسببة للوفاة.

سلبيات الأزمة المالية

تسبب الأمراض الجلدية

حذر باحثون كنديون من أن الأزمة المالية يمكن أن تساهم في ظهور مرض الأكزيما الجلدي المزمن، وقد أظهرت الدراسة أن العوامل النفسية بما فيها التوتر، تعتبر من أكثر الأسباب شيوعاً لظهور الأكزيما لدى ثلاثة أرباع المصابين.

وأوضحت الدراسة التي أجراها برنامج التوعية من الأكزيما، أن نصف الإصابات تحصل في فصل الشتاء، وذلك لأن البرد والأماكن المغلقة والهواء الجاف والتدفئة الداخلية تسبب جفاف الجلد.

وللأكزيما تأثيرات بعيدة المدى على 36 بالمائة من البالغين الذين يحاولون إخفاء إصاباتهم بها، فيما تمنع الإصابة 29 بالمائة من التركيز في العمل أو المدرسة، ويعجز 28 بالمائة عن النوم ليلاً و27 بالمائة يواجهون صعوبات في اللعب والرياضة، وقد شكا 43 بالمائة من الأطفال المصابين من صعوبة في النوم.

وتهدد صحتك العقلية

وقد أوضحت الدراسة أن الأزمة المالية العالمية ستتسبب على الأرجح فى زيادة مشكلات الصحة العقلية وحتى حالات الانتحار فيما يكافح الناس لمواجهة الفقر والبطالة، وتأثر بالفعل مئات الملايين من الأشخاص فى أرجاء العالم بمشكلات عقلية مثل الاكتئاب وقد تفاقم الأزمة الحالية مشاعر الاحباط بين من هم عرضة لمثل تلك الأمراض.

وقد أشارت مارجريت تشان المدير العام للمنظمة فى اجتماع لخبراء الصحة العقلية، أن الفقر والتوترات المصاحبة له بما فى ذلك العنف والعزلة الاجتماعية والشعور الدائم بانعدام الأمن أمور مرتبطة بظهور الاضطرابات العقلية.

وحذرت قائلة “ينبغى ألا نصاب بالدهشة إذا استمرت الزيادة فى التوترات وحوادث الانتحار والاضطرابات العقلية”، مؤكدة أن الفقر يمكن أن يكون أحد عواقب تلك الأحداث والديون والاحباط والشعور بالخسارة والتى ربما تلحق بالطبقات المتوسطة والفقيرة، حتى الفقراء يمكن أن يتأثروا بالأزمة.

وتؤثر على الحياة الجنسية للرجل

أعلن باحثون أن الرجال ليسوا مهددين فقط بفقدان وظائف ولكن رجولتهم نفسها في خطر بسبب الأزمة العالمية.

وقد حذر أطباء بريطانيون من أن الضغط النفسي الناجم عن الأزمة المالية العالمية من شأنه تخفيض مستوي هرمون التستسترون المسئول عن الإثارة الجنسية عند الرجال‏.

وأشار الدكتور ريتشارد بيتي إلى أن الضغوط المتواصلة الناجمة عن المخاوف المادية والعمل لساعات طويلة تؤدي إلي هبوط في مستوي الهرمون المذكور‏,‏ مؤكداً أنه عندما يصبح الرجل سريع الغضب وكثير التذمر يكون من السهل إلقاء اللوم علي العمل أو تأثيرات التقدم في السن‏.

يذكر أنه علي المدي القصير يمكن للضغط أن يزيد مستويات التستسترون‏,‏ وهو أمر مفيد لأنه يمكن الناس من الاستجابة بسرعة للضغوط وللأوضاع المستجدة‏.‏

الجانب المشرق من الواقع

أفاد بحث بريطاني بأن المرء يمكن أن يشتري السعادة بالمال، لكنه سيشعر بسعادة أكبر عندما ينفقه على شخص أخر.

ووجد فريق بحثي في كلية هارفارد لادارة الاعمال في جامعة كولومبيا البريطانية، أن انفاق مبلغ زهيد مثل 5 دولارات يوميا على شخص آخر يمكن ان يعزز الاحساس بالسعادة بشكل ملحوظ.

وأظهرت تجاربهم على أكثر من 630 أميريكياً أنهم كانوا أكثر سعادة حين أنفقوا المال على آخرين حتى إذا كانوا يرون أن انفاق المال على أنفسهم سيجعلهم أكثر سعادة.

وطالب الباحثون من 600 متطوع أولا تقدير سعادتهم العامة ثم ذكر دخلهم السنوي وتفاصيل انفاقهم الشهري بما في ذلك الفواتير والهدايا التي يقدمونها لأنفسهم والهدايا التي يقدمونها للاخرين والمبالغ التي يتبرعون بها لأعمال الخير.

وقالت الدكتورة اليزابيث دن الاخصائية النفسية في جامعة كولومبيا البريطانية: “بغض النظر عن مقدار الدخل الذي حققه كل شخص فان من أنفقوا المال على آخرين تحدثوا عن سعادة أكبر، في حين أن من أنفقوه على أنفسهم لم يشعروا بنفس القدر من السعادة”.

هرمون يزيد تركيز المتعاملين مالياً

كشف باحثون بريطانيون عن أن المتعاملين فى أسواق المال يجنون مزيداً من المال عندما تكون مستويات إفرازهم لهرمون “التستستيرون” مرتفعة، ربما لأن ما يسمى بالهرمون الذكرى يجعلهم أكثر ثقة وتركيزاً.

وأظهرت الدراسة التى أجروها على متعاملين ذكور أنهم يحققون مكاسب أكبر فى الأيام التى تكون فيها معدلات هذا الهرمون لديهم أعلى، وحذر الباحثون بجامعة كيمبردج من أن الهرمون ربما يساعد فى زيادة تركيز العقل ولكن استمرار زيادة مستويات إفراز الهرمون قد تؤدى للتهور.

وأشار الدكتور جون كوتس رئيس فريق البحث، إلى أن التستستيرون اليومى كان مرتفعاً بدرجة كبيرة فى الأيام التى يحقق فيها المتعاملون مكاسب أكثر من متوسطهم اليومى فى شهر واحد.

بحث علمي يربط بين الجنس والمال

أكد باحثون أن نتائج دراستهم حول الدماغ ربما تساعد في تفسير العلاقة بين الجشع وممارسة الجنس، فعندما أطلع باحثون عددا من الشبان على صور إباحية، كانت الرغبة المباشرة لغالبيتهم هي أن يلعبوا القمار أكثر منها عندما تمّ إطلاعهم على صور مرعبة مثل الأفعى أو أخرى حيادية تماماً.

وأشارت الدراسة إلى أن الصور المثيرة للغريزة أضاءت بشكل ما نفس الجزء من الدماغ الذي يضيء عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات مقامرة مالية.

وقالت رئيسة فريق البحث كاميليا كوهنن، أستاذة الشؤون المالية في جامعة نورثويست: “لديكم حاجة لكل من المال والنساء.. وكلاهما يحتل نفس المنطقة من الدماغ”.

وشملت الدراسة 15 شاباً في جامعة ستانفرود وركّزت على خلية على شكل V تدعى Nucleus Accumbens وتقع قرب قاعدة الدماغ وتلعب دورا حيويا في الشعور بالمتعة، وعندما تمّت إثارة الخلية بصور إباحية، كان واضحا أنّ الشبّان يشعرون وأنّ لديهم حظّا جيدا في الفوز في لعبة قمار، حيث قام كل منهم بنحو 50 تجربة قمار.

وقالت كوهنن: “إنّه من الممكن أن تكون النتائج مماثلة لدى النساء غير أنّه لم يتمّ إخضاع عدد منهن لنفس التجربة لأنّه من الصعب العثور على صورة إباحية تثير عدة سيدات مختلفات مقارنة بالرجال”.

ويفسّر هارفارد تيري برنهام باحث الاقتصاد نتائج الدراسة بالقول: “عليك في هذه البلاد أن تحصل على المال أولا.. بعدها وعندما يكون لديك المال، ستحصل على السلطة.. وعندما تحصل على السلطة، حينها ستحصل على النساء”.

المصدر :محيط

Exit mobile version