*يذهب إلى السبعين وقاعة التنوير المعرفي في وقت واحد..
* وهو القادم للتو منل عمليات استشفاء استمرت شهوراً بالمملكة العربية السعودية.. قد عاد على متن نصيحة الأطباء بأن يخلد للراحة ردحاً من الزمن، وهو يفعل كل شيء الآن إلا نصيحة الأطباء هذه.
* على أن داءه التاريخي الذي (غلب الأطباء) هو أن (جرثومة إبداع) تجري في دمه فتورده موارد (السهر والقلق والحمى) كما لو أنه أحمر مطر (ولد وترعرع ما بين السجانة وديار البديرية، لو أن ثمة علاقة بين نخيل بلاد الرافدين وتمور بلاد النيلين، فالماء واحد والشعر والقلق)..
* قال أحمد مطر يوماً وهو يعرض نفسه على طبيب حاذق يتمتع بمعرفة تشخيصية مذهلة.. قال:
جس الطبيب خافقي
وقال لي
هل هنا الألم
قلت له نعم
فشق بالمشرط جيب معطفي
وأخرج القلم
هز الطبيب رأسه
ومال وابتسم
وقال لي
ليس سوى قلم
فقلت لا يا سيدي
هذا يد وفم
رصاصة ودم
وتهمة سافرة تمشي بلا قدم
*هو تربال.. اللهم لا.. هو شاعر لا ونعم.. هو عالم وواعظ.. لا ونعم.. هو درويش أم أفندي إسلامي محترم.. هو مهندس مصارف أم مصرفي ملتزم.. هو بعض ذلك وكل ذلك.
* منذ أن التقيت المهندس الصافي جعفر الصافي على صدر التسعينيات والرجل يركب (حصان القلق المجنون) كل يوم هو في شأن فكري آخر يسابق نفسه في إنجاز أشياء كثيرة في وقت واحد.
* قال لي الأخ قنديل، ابن مضارب شندي الذي كسبته (ترع بحر أبيض) قال لي مرة وهو يمشي في آخر الاربعينيات، لم نستطع أن نجاري (شيخ الصافي) وهو يخرج من مشروع إلى مشروع، بالنهار يقضي كل سحابة شموسه في ردهات مشروع سندس، وبالليل له قوم ومشروع وثمار جدد.
* لبثت دهراً أشهد مناشط (رجل الرقائق) ولم أكتب عنها، لأن الشيخ هو من قال لي (أنت أصبحت محروقاً)، شهادتي مجروحة، واليوم أتركها لتنزف أكثر..
* أكتب هذا المقال قبل ساعات من ذهابنا إلى (قاعة التنوير) لنشهد بعض منشطات فكرية ومضادات مناعية يجتهد المهندس الصافي أن يضخها في جسد الحوار الذي أخضعه الآخرون إلى (حالة سريرية).
* غير أن الشيخ الصافي يدخل هذه المرة من باب (تحرير فقه الحوار) من منظور عقدي إسلامي على أن القصة برمتها (ثقافة متجذرة) في جسد فكر الإسلاميين وليست مجرد جسد يستخدمه القوم، قوم الشيخ حسن، للعبور إلى ضفة أكثر أماناً كما يزعم الآخرون.
* وما يطربني في فقه (الرجل العجيمي) هو أن يقول فكرته بالنهار ثم يذهب لينام تاركاً الآخرين يصطلحون ويختصمون ويصطرخون جراها.
* أدام الله ليك سيدي نعمة البصر والبصيرة والظهر والظفر.. والسلام.
[/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]