بين يدي ورشة الإعلام الخارجي .. توصية مذهلة

[JUSTIFY]
بين يدي ورشة الإعلام الخارجي .. توصية مذهلة

المقدرات والإمكانات السودانية لإنطلاق الإعلام الخارجي كبيرة … بل هي مذهلة … والنقاش إذا انحرف نحو “الميزانيات” فلن ينتهي إلى حلول إطلاقا… يجب أن تركز الحكومة على الذي يمكن القيام به وفق الإمكانات المتاحة قبل التفكير في زيادتها.
أين القسم الإنجليزي في التلفزيون القومي؟! لقد كان مستقرا وقابلا للتطوير … و لو تم دعم التلفزيون القومي وتخصيص استديو واحد له لتحول إلى قناة كاملة متكاملة.
الإعلام الداخلي الناطق بلغات أجنبية هو التحدي الحقيقي .. ولو البداية الحقيقية للإعلام الخارجي.
في فترة ما إبان استضافتنا المتكررة في الحوارات في القسم الإنجليزي … ناقشنا وفكرنا وأحصينا الناطقين بالإنجليزية وسط القيادات الحكومية والوطنية ووسط حملة ألقاب الدكتوراة والبروفيسور … في لحظة دونا أكثر من خمسين وبقي المطلوب هو تحديد حوافز حضور للإستديو … مجرد “ظروف صغيرة الحجم” بالتقييم السوداني أو تتجاوزه قليلا.
المطلوب لم يكن يتجاوز مبلغا تصرفه الدولة في مهرجان خطابي أو مؤتمر قاعدي.
ولكن لم يحدث أي شيء … ولن نستلم شيئا سوى الوعود الحسنة … وأصابت التلفزيون أزمة قرر بعدها إخراج المتعاونين … فوجد رئيس القسم نفسه وحيدا وسط قسم كله من المفصولين من الخدمة.
هذا نموذج لجهد بسيط ومحدود بتكلفة زهيدة للغاية كان يمكن أن يسد ثغرة كبيرة جدا.
بكل صراحة ووضح هنالك “أسراب من الجراد” في هذه الدولة كلما أحست بتوجه جديد أعدت تصورات وخططا على مقاساتها ومقاسات شراكتها وعلى مقدار طاقتها الإستيعابية في جمع المال. وهذه الأسراب ترحل من مؤسسة إلى مؤسسة وتخلف تحتها أنقاضا وحطاما ثم تذهب المؤسسات لمقبرة التصفية التجارية.
أكثر من مرة تحدثت مع مسئول كبير عن ضرورة وجود فضائية إنجليزية فيباغتك بالعبارة الشهيرة … “كدي أكتب تصور متكامل ونبدأ في الموضوع طوالي”.
ما إن أسمع هذه العبارة إلا و “أقوم جاري” وذلك لأن لي تجارب سيئة ورديئة مع التصورات والخطط و “الأحلام البريئة” … اللحظة التي تسلم فيها “التصور” ينتهي دورك ويبدأ دور أسراب الجراد.
بعض المسئولين حسني النية ولكن لأسراب الجراد مقدرات خطيرة تجعلهم يحيلون إليهم الملف في اللحظة المناسبة وهي “لحظة الكدّة” وبعدها يفاجئك سيناريو غريب ورهيب في مواجهتك أنت بسبب كتابتك للتصور … والله فلان أفكاره جميلة لكن طموحه زايد شوية … والله فلان ممتاز لكن عنده اعتداد بنفسه ..!
لا يوجد طموح ولا اعتداد ولا غيرهما ولكن توجد رغبة لدى “الجراد” لالتهام الميزانية بالكامل وإزاحة من يقومون بالعمل الحقيقي وبغير رغبة لتحقيق الثراء.
هنالك “جراد” راق جدا … لا يسيئك ولا يروي عنك أخبارا كاذبة وملفقة ولكنه يطلق شائعة … رشحت معلومات بأن فلانا تم اختياره لموقع كذا … وما إن أقرأ هذه الإشاعات أو تصلني همسا أو عبر الإسفير إلا وأعلم أنني عتّرت لأحدهم في طريقه.
المهم في موضوع الإعلام الخارجي أن تستعيذ الدولة بالله سبع مرات من “أسراب الجراد” وأن تتحصن من “الفقرا” الذين يكتّفونها بالتعاويذ والطلاسم حتى تستسلم للجراد الجشع.
قد يبدو حديثا طريفا ومضحكا لكنني والله جاد للغاية … نعم أنا جاد أن يضمن مؤتمر الإعلام توصية بخضوع الدولة والمسئولين للرقية الشرعية بالقرآن الكريم من “الربط”!
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني

Exit mobile version