*على سياق الهدي النبوي الشريف، إن هنالك مضغة في الجسد لو صلحت لصلح سائر الجسد، ألا وهي القلب، فالصحافة في المجتمع والدولة والحكومات بمثابة القلب، إن صلحت وصلح أمرها صلح سائر أمر الدولة والمجتمع، بل إذا أردت أن تقرأ أمر أمة وحالة مجتمع، قل لهم أروني صحافتكم أريكم مستقبلكم وتوصيف حالكم.
* أسس هذا المقال على حدثين مهمين يجب التوقف عندهما طويلاً، العملية الاختراقية النوعية التي نهضت بها صحيفة (اليوم التالي) وذلك بتوفير معطيات جيدة من أحد أطر الأزمة الجنوبية، لدرجة تفضيل الخرطوم على سائر العواصم الإقليمية بأنها الأجدر وصاحبة الفرص الأوفر في تسوية هذا الملف الذي يرهق الدولتين السودانيتين، ومن ثم على الدبلوماسية أن تلتقط زمام المبادرة، ذلك عندما تكون الصحافة في خدمة (الدولة السودانية) على افتراض أن تسوية ملف الجنوب موضوع دولة إستراتيجي وليس موضوع حكومة أو نظام.
* ثم أيضاً نهض هذا المقال على أعمدة أدبيات (الحوار الإعلامي) الذي تجري فعالياته هذه الأيام على أن الحكومة أدركت أن الأمور والمبادرات كلها تبدأ وتنتهي بالصحافة، فالحريات على سبيل المثال أفضل مكان لقراءتها وتحديد سقوفاتها هي الصحافة. الذين يقولون بأن الصحافة هي (السلطة الرابعة) يظلمون الحقيقة قبل أن يظلموا الصحافة، يمكن للصحافة إن مُهدت لها الطرق وامتلكت هي الإرادة واستعصمت بقيم المصلحة العليا (للدولة والمجتمع) يمكن أن تتقدم الجميع.
* ما فعله الأخ الأستاذ مزمل أبو القاسم برحلته الخاطفة لأديس أبابا، يمكن أن يفعله آخرون من الزملاء المحترمين في الصحف الأخرى، كأن تبادر صحيفة أخرى بتوفير (خبطة مهنية مذهلة) وهي تلتقي عقار أو مناوي أو نور أو جبريل في الغابات أو الصحاري لتسجل عمليات اختراق هائلة في هذه الأزمة المزمنة التي تطاولت عهودها وأقعدت مسيرة الأمة السودانية بأكملها.
* أو فلنقل على هذه الخطوة الصحافية الافتراضية (مبادرة رؤساء تحرير الصحف) أو المبادرة الصحافية.. أن تجلس الصحافة لتتواضع إلى سبعة صحافيين سودانيين يمثلوننا في (مبادرة مفاوضات الإعلام) مع الحركات المسلحة وعلى هذه الطريقة يمكن أن نسمع (بمبادرة الإعلام الإنتاجية) على أن تتبنى ورشا فعالة لصالح مشروعات الجزيرة والقضارف.
* هنالك فرصة أن تتجاوز الصحافة محطة استهلاك ما يصنعه السياسيون من بضاعة مزجاة، بأن تصنع الصحافة الحدث وتجعل السياسيين هم الذين يهرولون وراءها، لا أن نهرول وراء سياراتهم ومساراتهم ومكاتبهم وهواتفهم المغلقة.!
* هنالك شيء واحد يضر الصحافة وهو تسييسها، فلو أن صحيفة على سبيل المثال تبنت مسألة (تفكيك النظام) أو في المقابل تثبيته، فإنها في هذه الحالة لن تقدم شيئاً ذي بال للأمة السودانية.
* نحتاج أن نفرق ين الحكومة والدولة، على أن نصوب سهام أقلامنا وكاميراتنا تجاه مصلحة الدولة والأمة السودانيتين.
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]