يا عراق

[JUSTIFY]
يا عراق

يحكى أن تسارع الأحداث في العراق، لم يترك للمتابعين والمشفقين مجالا للدهشة أو المفاجأة أو استقراء ما حدث وفقا لتوقعات وقراءات سابقة، ففي ظرف أقل من أسبوعين صعّدت المعارضة المسلحة “داعش، المقاومة، السنة، جيش البعث” من عملياتها العسكرية وألحقت هزائم متلاحقة بالجيش الحكومي، وصل بعضها إلى درجة الفضيحة العسكرية حين هرب قادة كبار في هذا الجيش وخلفوا وراءهم كافة معداتهم وأسلحتهم الحربية؛ بما فيها الثقيلة والحديثة، غنيمة قي يد مسلحي المعارضة، في عملية دفعت البعض إلى التشكيك في دوافعها والإيحاء بأن الأمر لا يخرج عن دائرة التواطؤ والتنسيق بين هؤلاء القادة والمقاتلين المسلحين. تسارعت الأحداث وتكثفت العمليات العسكرية، فسقطت الموصل، تكريت، ومدن أخرى أمام الهجوم الكاسح للمعارضة المسلحة.

قال الراوي: لا يمكن فصل التطورات الأخيرة في العراق عن الوضع العراقي المأساوي الممتد لأكثر من عقدين من الزمان “حروب متوالية، تفجيرات مدمرة، اغتيالات…إلخ”؛ ولا عن مجمل الأحداث والتقلبات العنيفة التي تضرب المنطقة العربية بصورة عامة ومحيط الشام بشكل خاص، كما لا يمكن تفسير وقراءة التسارع (المحير) لما يجري في العراق بعيدا عن الحروب الدولية والإقليمية التي تدور في المنطقة وتجعل من شعوبها وقودا لحربها ومن أراضيها ساحة لمعارك لا تبقي ولا تذر، فالصراع (المذهبي) المتمظهر في أهاب (سنة شيعة) لا يخرج عن هذا الإطار، والصراع الإقليمي الكبير (السعودية إيران) لا يخرج عن دائرة هذه اللعبة، وفوضى أمريكا الخلاقة في إعادة تقسيم وترسيم العالم (القديم) من جديد تظهر بجلاء في (الطفرات) العسكرية المباغتة هنا وهناك؛ وفي النهاية الضحية شعب العراق أو الشعب السوري أو شعب آخر قادم من هناك.!

قال الراوي: في قصيدته الشهيرة (قصيدة إلى العراق الثائر) يقول الشاعر الكبير بدر شاكر السياب: “يا للعراق أكاد ألمح عبر زاخرة البحار

في كل منعطف ودرب أو طريق أو زقاق

عبر الموانئ والدروب

فيه الوجوه الضاحكات تقول قد هرب التتار

والله عاد إلى الجوامع بعد أن طلع النهار”

ختم الراوي؛ قال: فهل تتحقق للعراق، ثورته، هل (ينبعث) العراق من حريق رماده ويعود ماردا كما كان، أم تأكله نيران الفتنة والطائفية والمذهبية.؟

استدرك الراوي؛ قال: “طلع النهار فلا غروب، يا حفصة ابتسمي فثغرك زهرة بين السهوب، أخذت من العملاء ثأرك كف شعبي حين ثار”.. للسياب أيضاً.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version