*لايمكن فصل الظروف الإقتصادية عن الظروف السياسية والأمنية، لذلك عندما إستمعنا الى والي ولاية جنوب دارفور اللواء ادم محمود جار النبي وهو يحدثنا وأركان حربة عن الأحوال الأمنية والإقتصادية في الولاية، وقولهم أنهم الان يواجهون مرحلة تحديات مابعد الحرب، قلنا لهم أن المعالجات الأمنية وحدها لاتكفي لإستكمال السلام في الولاية كما في كل مناطق النزاعات.
*تطرق اللقاء الذي تم مساء الخميس الماضي بمنزل الضيافة بنيالا إلى غالب قضايا الولاية والتحديات التي تواجهها، وتحدث المهندس محمد عبد الرحمن مدلل نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية عن مجريات الحواربالولاية ، وقال أنهم سبقواالخرطوم في ذلك وأنهم حققوادرحة من القبول حتى وسط أحزاب المعارضة، قال نائب رئيس حزب الأمة “القيادة الجماعية” الهادي حامد بيتو في ذات اللقاء أن ما يحدث في الخرطوم ويؤثر سلباً على الحوارهناك يلقي بظلاله السالبة على الحوار هنا أيضاً، وطالب الهادي بإطلاق سراح الإمام الصادق المهدي وتهيئة المناخ الصحي لإنجاح الحوار.
*لمسنا من خلال كلام المسؤولين بالولاية شكوى ظاهرة من رفع يد الحكومة المركزية يدها عن ولاية جنوب دارفور بإعتبارها ولاية غنية بالموارد، رغم أن الاثار الإقتصادية والسياسية والأمنية التي طالت كل السودان طالتهم هم أيضاً، ألأمر الذي جعل الولاية تعجز عن الوفاء ببعض إلتزاماتها تجاه بعض المحليات.
*وقفنا في زيارة اليومين لنيالا على بعض المنشات المعمارية والخدمية المتميزة مثل المستشفى التركي الذي لايوجد منافس له في الخرطوم، والقرية النموذجية ببلبل تمبسكو التي قامت بتمويل قطري عبر السلطة الإقليمية لدارفور ، وفندق كورال الذي تفوق على نظيره في الخرطوم في شتى المناحي و… الخ، لكن ذلك لم يصرفنا عن الإهتمام بما يعانية مواطن الولاية من إرتفاع الأسعار الذي يزيدها إرتفاعاً بعد المسافة عن المركز، ومن تردي الخدمات الأساسية خاصة خدمات المياه والكهرباء.
*للأسف مازال طريق الإنقاذ الغربي الذي أقام الدنيا منذ سنوات خلت، لم تهدأ زوبعته، لأن طريق نيالا الفاشر الأهم مازال محلك سر لم يتم تعبيده، وهناك طرق حيوية أخرى لم يتم تعبيدها أيضاً مثل طريق نيالا – برام – الردوم.
*نحن الذين عاصرنا الزمن الخصيب لمشروع تنمية غرب السافنا ومشروع جبل مرة ومدرسة نيالا الفنية .. على سبيل المثال، نتحسر على ما ال إليه الحال، خاصة في مشروع تنمية غرب السافنا الذي جفف تماماً ووزعت أصوله بلا رحمة، لذلك أصبح إنسان هذه الولاية في الغالب الأعم إنسان مستهلك وغير منتج .
*نختم كلام ناس نيالا عن المشاركة الجماهيرية الواضحة للعيان في ختام فعاليات سباق الخيل والهجن مساء الجمعة الماضية، الأمر الذي قدم إشارة إيجابية لدرجة بائنة من الطمأنينة، فقد جاء الموطنون من كل صوب وحدب ليشهدوا هذا السباق، رجالاً وركباناً، نساءً ورجالاً واطفالاً، وأكد أيضاً حالة التعايش الإجتماعي وسط مواطني الولاية، الذين إجتمعوا على صعيد واحد وهم يشجعون المتسابقين،الأمر الذي يؤكد الدور الإيجابي للرياضة في توحيد الوجدان الشعبي.
*مازال في كلام ناس نيالا شئ من “حتى”.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]