ما في جديد

[JUSTIFY]
ما في جديد

يحذرون أم لا يحذرون، يكشفون أم يخبئون، يعترفون أم ينكرون، كل ذلك لن يقتل الحقائق، لأن الحقيقة تشهد لها الأرض والناس الذين يمشون في مناكبها والسماوات التي تظلها.
والبيئة التي انعقدت لها ندوة بمركز راشد دياب للفنون، تحدث فيها خبراء وباحثون محذرين من احتلاط الصرف الصحي بمياه الأنهار (شكر الله سعيهم)، وأثابهم عليه، أمرها معروف ومن أودى بها إلى الحضيض معروف، ومن عبث بها معروف، ومن يقف ضد أي محاولات للحفاظ عليها معروف؟
ومعروف هذا رجل غريب، رجل يسري كالسحر وكالسم في مفاصل وشرايين المؤسسات العامة، رجل نافذ وقوي و(حرامي)، لا يرى إلاّ نفسه الشرهة، والأمارة بـ (لهط المال العام) حتى ولو دمرت البلاد وتشتت شملها وتفرق دمها وتبعثرت أحشاءها، (إن شاء الله ياكلها أم فتفت)، لا يهمه شيء.
يتحدث وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية (حسن هلال) في الندوة المشار إليها، فيطالب (من لا نعرف) بالاستزراع الغابي والشجري و(لا أعرف ما الفرق) طالما أن الغابة (أشجار)، ثم يمضي هلال بحسب الرصد الدقيق للزميلين بـ(حكايات) (الشفيع وياسر) ليكشف للعالمين عن أم درمان لا يوجد بها صرف صحي، أن الصرف الصحي في الخرطوم لا يغطي إلا (1%) فقط من تصريف المخرجات البشرية والحيوانية، وكأنه يظن الناس لا يعرفون ذلك.
الناس يعرفون، لكنهم ماذا بوسعهم أن يفعلوا ولا أحد من الذين بأيديهم العقد والحل والسلطان يطيح بـ (معروف)، ومن ضمن هؤلاء (حسن هلال)، الذي يتحدث عن تقصير – ما أسماه – الإعلام البيئي (هو دا وين؟)، الذي قال عنه إنه يفتقر للمهنية والمصداقية في نقل الأخبار والتقارير وإنهم (يعني في الوزار) إذا أقاموا المؤتمرات والندوات لا يحضرها رؤساء التحرير بل يبعثون صحفيين صغاراً لا يستطيعون كتابة مقال أو خبر فعال يهز ويحك المجتمع.
ألم أقل لكم إن (معروف) معروف جداً، وها هو الوزير هلال، ينزل كل شيء من رقبته، ويعلقه في رقبة الصحافة، وكأنه لا يعلم حالها ولا يستشرف مآلها، ثم يصنف الصحفيين إلى كبار وصغار (ولا زم يجوا رؤساء التحرير وكدا)، وكأن وزارته أنجزت ما يستحق أن تهرول إليه الصحافة حافية القدمين!!
يا سيدي، ليس الأمر على نحوٍ مما طرحتم، فلا المواطن ولا الصحافة ولا السابلة والرجرجة والدهماء ولا النطيحة هي ما جعلت البيئة متردية على هذا النحو المريع الخطر، ومن يفعلون ذلك معروفون، وهؤلاء لا أحد بمقدوره أن (يقرعهم) إلاّ إذ جفلت المنظومة الحاكمة كلها.
فأجفلوا يرحمكم الله.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version