يحكى أن مفردة (اقتراح) الموضوعة بين قوسين كعتبة أولى لهذا المقال، هي عنوان لأحد الأناشيد الشهيرة لفرقة (ألوان الطيف)، التي كانت تقدم أناشيد الأطفال ذائعة الصيت قبل عقد من الزمان تقريبا، وهي الفرقة التي لامست عصب الحاجة في هذا المجال باختياراتها الموفقة للأشعار المناسبة للصغار، وللطريقة الرفيعة ذات الأداء الطبيعي غير المتكلف و(الموهوب) الذي تقدم به “صغيرات الفرقة” الرائعات أناشيدهن البهيجة والهادفة وذات الأثر النفسي العميق؛ فناً وسلوكا ومعنى. في هذا النشيد الفريد تقول الفرقة في حالة (اقتراح): “رايكم شنو، لو كل زول في بيته نظم حوض للزهور”، و”رايكم شنو لو قاموا ناس الحلة حفروا الشوارع، عملوا الحدائق، زرعوا الزهور، في كل شارع، تصبح بلدنا تخطيطها بارع”.
قال الراوي: هل هناك دعوة أجمل من هذا الذي قيل في هذا النشيد، هل هناك (اقتراح) أجدى وأروع من هذا الذي ينقله اللحن المموسق لصغيرات (ألوان الطيف) ممزوجا بأدائهن الطفولي المفرح والمبهج للنفس. يقول النشيد أيضا: “رايكم شنو لو زهرة طلت من سور جميل عاوز الشوارع تصبح زهور”.. يا الله، هل هناك بهاء أكثر من هذا؟ هل هناك دعوة للمحبة أكبر من هذا.. أين هم الآن، صغيرات (ألوان الطيف)؟ أين هي الفرقة المتقدمة على كل (الوهم) الذي تحشو به الفضائيات أطفالنا الآن؟
قال الراوي: من الواضح لكل متابع لهذه الفرقة إبان كثافة إنتاجها وانتشار أناشيدها الجميلة، أن ربانها المؤسس الفنان عبد الحميد الشبلي؛ قد توصل في وقت مبكر إلى معادلة (المفيد / الفني) الموجهة للطفل في قالب جاذب يحبب إليه هذه المادة ويجعله منفعلا بها وتواقا لنقلها إلى أرض الواقع وتطبيقها بمحبة دون إحساس بالإملاء من الكبار ودون شعور بالمدرسية التي تثقل (الأشياء) عند كثير من الأطفال لاعتقادهم بـ (إجباريتها كواجب ملزم) يتعارض مع طبيعتهم الميالة إلى الحرية والمرح بعيدا عن التعقيد والتزمت، وهذا بالضبط ما نجحت فيه (ألوان الطيف) في كل أعمالها ذات الأبعاد التربوية والتعليمية والوطنية (الملتزمة)!
ختم الراوي: قال: في نشيد آخر، أغنية أخرى؛ تقول عصافير (ألوان الطيف): “شوفوا بلدتنا الجميلة بيها نسعد يا أهل، أنت يا عزة أرضنا ليك رافعين الشعل، نحنا أطفالك كبيرنا جينا نحميك بالعمل”.. الوطنية في قالب الجمالي بأداء طفولي خالب وساحر.. من يسمع؟
استدرك الراوي؛ قال: ويقول النشيد: “يلا نعمل للوطن، يلا ما نضيع زمن.. أصلوا ما دايرين تمن”.. يلا.
[/JUSTIFY]أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي