**ضحى الأحد الفائت تذكرت تلك الورشة بكل دقائقها وكهربائها المهدرة .. حيث وقف الزهاوي إبراهيم مالك ، وزير الاعلام والاتصالات ، في ذاك الضحي كاشفا لنواب البرلمان عن التجاوزات التي حدثت في المشروع المسمى بصندوق دعم المعلوماتية ..و فكرة صندوق دعم المعلوماتية لا تختلف عن فكرة الحكومة الالكترونية إلا باختلاف الاسم ..وهذه الفكرة وتلك وجهان لعملة واحدة هى بكل بساطة : حوسبة الأعمال الحكومية ودواوينها ، بحيث يلعب الحاسوب دورا استراتيجيا في كل الأعمال والتعاملات ،بدلا عن دفاتر وسجلات العهد التركي ..وسعيا لتلك الغاية طرحت وزارة مجلس الوزراء فكرة الحكومة الالكترونية ، وكذلك طرحت وزارة الاعلام فكرة صندوق دعم المعلوماتية ..وكلاها فكرة رائدة ومواكبة لمستجدات عصر العولمة ، ولكن العقبة في التنفيذ .. والعقبة تارة تكون إهدار الزمن والمال في ورش لا تقدم ولا تؤخر ، كتلك الورشة المشار اليها في المقدمة نموذجا .. وكذلك تارة تتجلى العقبة في أقبح صورها حين يتحدث وزير الاعلام عن تجاوزات معيبة صاحبت تنفيذ فكرة صندوق دعم المعلوماتية أو الخدمات الشاملة كما أسماها الوزير ، وهى تجاوزات وصفها الوزير ذاته ب : تصرفات غير مقبولة ..وقال نصا : اجهزة حاسوب ضلت طريقها إلي غير أغراضها ، أى لم تذهب الي الولايات كما كانت في خطة الصندوق .. ثم قال : هنالك أجهزة تم استبدالها بأجهزة أقل جودة ، أى هناك أجهزة غير جيدة في طى برنامج الصندوق .. وختم حديثه قائلا : نحن نراجع أمر الأجهزة الأقل جودة و كذلك نراجع أمر الأجهزة التي استخدمت في غير أغراضها .. !!
** لك أن تضع ، صديقي القارئ ، خطين تحت عبارتي (الأجهزة الأقل جودة ) و ( الاجهزة المستخدمة في غير أغراضها ) .. ضع الخطين ، ثم اسال : من المسؤول عن استيراد الاجهزة الاقل جودة ..؟.. ومن المسؤول عن التوزيع العشوائي بحيث تذهب الأجهزة إلى غير أغراضها ..؟..لك حق السؤال ، لأن ميزانية هذا الصندوق مدفوعة من جيب المواطن عند سداده فاتورة هاتفه أو الانترنت .. (0.2 دينار .. عن كل دقيقة انترنت ) …( 2 دينار .. عن كل دقيقة محادثة عالمية ) ..( دينار .. عن كل الدقائق غير المستخدمة في البطاقة الهاتفية المدفوعة القيمة ) .. هكذا جمع الصندوق ميزانيته من الناس .. والنتيجة النهائية : تجاوزات في صندوق الخدمات الشاملة ، أو كما أسماها الوزير .. نعم ، فالوزير ينفى وجود صندوق يحمل اسم : دعم المعلوماتية .. وقال : يوجد فقط صندوق الخدمات الشاملة .. وهذا وذاك ما هما إلا : أحمد وحاج أحمد .. فليكن صندوقا لدعم المعلوماتية أو صندوقا للخدمات الشاملة ، فالمهم : هناك تجاوزات .. نأمل محاسبة المتجاوزين قبل أن ينفى أحدهم وجود تجاوزاتهم ، كما نفى الوزير وجود ..(الصندوق ذاته ) ..!!
إليكم – الصحافة الاربعاء 13/05/2009 .العدد 5703