ظهرت البيبسي والكوكا.. وأشكال وأنواع من المشروبات الغازية.. ووقعنا فيها جغم.. نحن علي شفعنا.. ودعايات تخليك تعطش بلا عطش.. وتجري تجيب لك قزيزة موية غازية وتقعد تشرب.. وكمان الناس القاعدين يصنعوها يشيلوا ويزيدوا في السعر.. بدت من خمسين قرش وحسي واقفة في الاتنين جنيه..
فتشت لمضار المياه الغازية عشان غالية وأقنع روحي ما أقرب منها تاني.. وتاني أي شي غالي أقعد أكوس لي شنافو والشي الكعب فيهو واخليهو.. من اللحم لي عند الملح دا شفتوهو.. إن غلا الوسيلة الوحيدة هي أن أتبنى “نظرية الكديسة”.. والتي مفادها أن الكديسة شافت لبن مختوت في حتة بعيدة منها في شباك أو مشلعيب.. وقدر ما حاولت تطلع تصلو ما قدرت..
في النهاية أقنعت نفسها بأن اللبن دا كعب وخمران وما بتشرب.. ومشت شافت حاجة تانية وهي مقتنعة تماما بما توصلت إليه.. أها أنا دحين حأبقى كديسي النزعة والهوى.. أرجع للبستي كولا والكوكا كولا.. غايتو اسم كوكا دي شين خلاس.. ما راعو فيهو ثقافتنا السودانية.. ولا نشيد (ناس الشرق يا ابكوكا.. وناس الغرب يا ابكوكا).. ولو كنت في تيم التسويق للكوكا كولا لضربت بثقافتنا وموروثنا عرض الحائط.. وعملت دعاية عمادها ناس الشرق وناس الغرب.. يا ابكوكا.. وإمعانا في الإثارة أضيف إليها القدر الدلوكة.. إن تدنى مبيعات الكوكا كولا مقارنة مع اختها البيبسي كولا.. هو لهذا المقطع الاستفزازي (كوكا).. والذي يقبع في العقل الباطن الجمعي للمجتمع السوداني يقبع في زاوية بعيدة مسكوت عنها موسيقاها غووووغ غوووغ.. وأول ما تقول لي واحد داير بيبسي واللا كوكا؟.. بدون ما يشعر يقول ليك بيبسي..؟ متأففا من الكوكا.. ولو كانت مرا تقول في سرها: “بري يا يابا.. نبرا ونستبرا.. وأضان وليداتنا طرشا”..
لقيت بعض المعلومات إنو المياه الغازية وقد خصت المعلومات تومات كولا (البيبسي والكوكا) قالوا:
دفق قزازة بيبسي في حوض السايفون.. (النضم دا ما بيخض ناس الأدبخانات الحفر عشان ما يخسروا ساكت).. وبعد ساعة تعال شوف حوض الحمام بقى كيفن.. يلمع بفعل الأحماض.. الحوض بقى كدي يا ربي بطني كيفنها؟
لو عندك صامولة مصدية ومعصلجة معاك وما داير تتفكّ.. كب فيها كوكا كولا وخليها شوية.. تلقى الصدأ راح والصامولة بت الكلب مشت معاك زي الحلاوة.. الصامولة كدي.. فم المعدة كيفنو؟
أصابع بطارية العربية.. الفيها ملح وبدت تتاكل.. كب فيها ببسي واللا كوكا.. تلقاها فارت وبدت تنضنف امسحها وركبها تاني.. أصابع البطارية كدي؟ الإثني عشر كيفنها؟
لو مشيت عزومة وقعدت في صينيه فيها ناس لما يشوفوا الأكل ما بيخافوا الله.. وعادوك بالمقالعة.. وانت تلهط ومليت جلابيتك دمعة.. واللا وقع فيها عضم ورفعتو.. أو راكب مع بتاع أمجاد قدام وكان بيصلح في عربيتو وبنطلونك اتملا زيت عربيات.. أملص هدومك وغسلا بي ببسي واللا كوكا.. وحتلقى البطلون نضف نضاف شديد ولما تلبسو ولدك يقول لي أمو: “أمي.. أمي.. شوفي أبوي.. قاعد ينوّر من ورا”..
الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي