تزيين مستلزمات الزواج بين المعقول واللا معقول

أثناء التجوال في سوق أمدرمان العريق – مكتبة البراء والتي قيل أنه سنجد فيها ركناً متخصصاً لتزيين الشيلة وعربات الزفة وغيرها من مستلزمات الزواج , وهناك إلتقينا بشير محمد بشرى والذي سألناه عن هذه البدعة التي ماعرفها الآباء والأجداد , متى بدأت ؟ ولماذا إنتشرت ؟ وما هي تكلفتها ؟ وما هي الفئة من المجتمع التي يكون فيها، ومنها إقبال أكبر عليهم؟ فأجاب قائلاً : بدأت هذه العادة المستحدثة في بداية التسعينات , وهي متمركزة حاليا في ولاية الخرطوم ونادرة جدا في الأقاليم , كانت في مصر أولا ومن ثم إنتقلت إلينا وبحكم أننا تجار لنا علاقات تجارية بمصر وبالبضاعة المصرية عموما فقد إستجلبناها معنا من هناك , أما بخصوص التكلفة فهذا يتوقف على المقدرة المالية للزبون بمعنى أننا نحدد سعرنا للزبون وهو سعر ثابت ومتعارف عليه ومن ثم فإن المبلغ قابل للتفاوض حتى نصل لسعر يرضي الطرفين إن طلب إلينا أن نجامله أو أبدى لنا أن هذا السعر فوق طاقته , ومن ثم نرسل له عاملا متخصصا في هذا المجال إلى عنوانه الذي يتركه بحوزتنا ليتولى بدوره أمر تزيينها وإضفاء لفتة فنية إليها , فمثلا يتراوح سعر تجهيز الشنطة بين الأربعين والخمسين جنيها إلا أنه قابل للتخفيض إن كانت كمية ما بالشنطة قليل ,أما سد المال فتجهيزه يكلف الزبون مبلغ بين الثلاثين جنيها والخمسة وأربعين جنيها ، وهذا يتوقف على كمية المواد الخام والكاسات والإكسسوارات التي تدخل في إضفاء اللمسة الفنية إليه , والتي عادة تكون وليدة لحظة فليست لدينا كاتلوجات مطبوعة على الورق لكن إن طلب الزبون نماذج فنحن نطلعه على بعض الصور في الموبايل لنماذج قمنا بإعدادها لزبائن آخرين , أما بخصوص تزيين سيارات الزفة فيتراوح سعر تزيينها وتجهيزها ما بين (السبعين والمائة جنيه) ، وهذا يتوقف على الزبون بمعنى أن البعض يأتينا بالورد وغيره من مستلزمات التزيين فهذا لا يكلف كثيرا أما الآخرون الذين يشترون منا الورد والأنوار وغيرها من المستلزمات فهؤلاء نجاملهم في السعر كذلك.

وسألته لماذا برأيك نشطت هذه العادة في مجتمعنا السوداني الذي كان يحب البساطة ولا يهتم بالمظاهر وغيرها من مظاهر الترف والبذخ ؟ فأجاب لأن مثل هذه العادة تترك إنطباعا حسنا في نفس أهل العروس أو الطرف الآخر عموما وفيها تقييم للعريس وأهله – على حد تعبيره – ومن ثم أضاف كما أن الشعب السوداني شعب ( إنطباعي نفسي) يتأثر سريعا بما يجلب له الفرح ويدلل على الإحترام والتقدير مضيفاً في الماضي كان سد المال يقدم في صحن أو صينية أو طبق أما اليوم أصبحت هذه الأشياء تقدم بصورة راقية فيها زينة.

صحيفة السوداني
الخرطوم: عبير عربي

Exit mobile version