* أحد أصحاب المناصب (الحساسة)- من أهل الإنقاذ- بعث إلينا برسالة عتاب نصيّة على ما قال إنه تعامٍ دائمٍ من جانبنا عن النصف الممتليء من الكوب..
* وتمنّى- صاحب المنصب الحسّاس هذا- أن نكتب (ولو مرة واحدة) عن الجوانب المشرقة في لإنقاذ..
* ثم ختم رسالته (الرقيقة)- رغم كلّ شيء- بعبارة (ليتك تفعل)..
* وما لا يعلمه كاتبُ الرسالة هذه أننا فعلنا (بدل المرة مرات) إحقاقاً للحق وليس دفاعاً عن الإنقاذ..
* فمن بين الذي فعلناه هذا- مثلاً- أن إذاعةً خارجيةً انتهزت فرصة تعرضنا لـ(محنة ما!!) ففتحت لنا أبواب (أثيرها) لنشتم ونسب ونلعن في الإنقاذ كما نشاء..
* وربما كنا فعلنا لولا أنّ انتماء المذيعة إلى دولة عربية أشدّ فتكاً بالحريات- في زمان ما قبل ثورات الربيع العربي- نزع فتيل قنبلة (غيظنا) تجاه (سوداننا)..
* ولعلّي أحسست بخيبة أمل المذيعة هذه- من نبرات صوتها- وأنا أقول لها على الهواء: (نحن لا نقارن واقع حرياتنا الآن بالذي في بلادكم، أو في كثير من بلاد العرب، وإنما بما كنا فيه قبل مجيء الإنقاذ)..
* ثم كأنّي بها أرادت قطع الاتصال حين مضيتُ قائلاً: (ربما يتمنّى زملاء لنا في وطنك لو أن يحظوا بربع الذي نحظى به من هامش حريّة صحفيّة)..
* (طيب)؛ هذه واحدة، أما الثانية فقد كانت قبل الذي فعلناه هذا (في عز) ما كنا فيه من (محنة!!)..
* فالكاتب الصحفي العراقي خالد القشطيني (طلعت في رأسه) يوماً أن يسخر من رئيس عربي- وقد كان رأسه هذا فارغاً من المواضيع يومذاك فيما يبدو- فلم يجد سوى البشير..
* وبعد أن حكّ رأسه الأصلع هذا- القشطيني- كتب يقول: (لو خُيِّر المرء بين أن يستمع إلى عمر البشير أو إلى نوال الزغبي فمن يختار؟!)..
* ووسط (صمت انهزامي معيب!!) من جانب كتّاب الصحافة الإنقاذيين انبرى صاحب هذا القلم يدافع عن البشير كـ(سوداني) وليس كرئيس..
* ومما قلناه للقشطيني في كلمتنا تلك أنّ من حقّنا نحن- كصحفيين سودانيين- أن ننتقد البشير كما يحلو لنا تماماً كما (تحلو!!) له هو نوال الزغبي فيتغزّل فيها كما يشاء..
* ولكن ما لا يستطيع (بتاع الزغبي) هذا أن ينتقدهم- كما (يحلو) له- فهم رؤساء أقرب إليه ، جغرافياً ، من عمر البشير ..
* أما (الثالثة) فكانت عندما استنطقنا تلفزيون (محمد حاتم) رأينا في سد مروي قبيل تدشينه..
* وفي المقابلة تلك قلنا إن السد إنجاز جيد ولكن الخشية تكمن في عدم استصحاب الجوانب (البيئية) و(الاجتماعية) و(الإنسانية!!)..
* وثبت بالفعل- من بعد ذلك- أن (ضرراً!!) كبيراً قد حدث في الجوانب التي ذكرناها هذه..
* ولم يبث تلفزيون محمد حاتم من كلمتنا تلك سوى (الثواني!!) التي أشدنا فيها بالسد كانجاز (مادي) لنبدو أمام المشاهدين- من ثم- مثل الزميلين (موسى يعقوب) أو (عبد الرحمن الزومة!!)..
* وبالمناسبة؛ هل يقرأ أهل الإنقاذ- أو صاحب الرسالة المذكورة- للكاتبين هذين اللذين لم يريا في الإنقاذ عيباً (قط!!) طوال (24) عاماً؟!..
* أما نحن فنقول لها- أي الإنقاذ- إن أحسَنَت (أحسنتِ) وإن أساءت (أسأتِ)..
* ولكن ماذا نفعل إن كان (الإحسان!!)- ولا نقول (الحسنات)- في ندرة (لبن العصفور)؟!..
*فأنتم – يا جماعة هي لله – سقطتم في إمتحان (الدين) بإمتياز!!!!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة