مصر والسيسي وسد النهضة

[JUSTIFY]
مصر والسيسي وسد النهضة

هل ستتغير السياسة المصرية تجاه سد النهضة بعد انتخاب السيسي رئيسا لمصر؟! في تقديري … نعم!
قبل الشرح لا بد من تشخيص الموقف المصري وتحليل أسباب ودوافع الرفض المصري لسد النهضة. لأن الأسباب ليست كلها موضوعية وفنية … هنالك أسباب سياسية تتعلق بالمزايدات بين معسكر السيسي ومعسكر مرسي وكما يقول أحمد منصور مقدم البرامج بقناة الجزيرة إن سد النهضة “عفريت” تم تحضيره لمرسي ولكن ذهب مرسي وركب العفريت النظام الجديد.
تعبير أحمد منصور فيه مقدار كبير من السخرية ولكن فيه مقدار من الحقيقة وهو أن أجواء المزايدات السياسية كانت ضرورية من أجل إتهام مرسي بالتهاون في المصالح القومية المصرية … ولا بد من المبالغة في الاتهام ولا بد من قيادة حملات ضد سد النهضة بمعلومات حقيقية أو مفبركة.
ذهب مرسي وبقية المعلومات والحملة الإعلامية المصرية المستعرة ضد سد النهضة … وهي “العفريت” الذي تحدث عنه أحمد منصور.
الموقف المصري الحقيقي إزاء السد سيتضح بعد أن تنجح حكومة السيسي في طرد “العفريت” الذي صنعته وحينها يمكن أن يتم استئناف الحوار عبر اللجنة الثلاثية المشتركة بين وزراء المياه في السودان وإثيوبيا ومصر.
للإجابة على السؤال الأول حول تغيير الموقف المصري لا بد من وضع السؤال والإجابة في سياق الواقع الذي يواجه السيسي بعد انتخابه رئيسا لمصر وهو “مباركة أمريكية فاترة وأوربية أفضل حالا و”تعليق للعضوية” في الاتحاد الأفريقي”
الاتحاد الأفريقي أرسل مراقبين لانتخابات الرئاسة المصرية مما عده بعض المحللين خرقا لميثاق لومي والذي يحرم قادة الانقلاب من الترشح للانتخابات وطالما أن الاتحاد الافريقي اعتبر التغيير الذي تم في مصر في 3 يوليو 2013 إنقلابا فمن الخطأ الموافقة على ترشيح السيسي ومن الخطأ ارسال بعثة لمراقبة الانتخابات.
ولكن الاتحاد الافريقي يقول إنه سينتظر الانتخابات البرلمانية ليعترف بحكومة السيسي … وهذا يعني أن مصر محتاجة للدول الأفريقية المؤثرة حتى يتم الاعتراف بحكومة السيسي واستعادة عضوية مصر … ومن الدول الافريقية المؤثرة … إثيوبيا وجنوب أفريقيا والجزائر ونيجريا.
قد يقول بعضهم … ولماذا تحتاج مصر للاتحاد الأفريقي طالما أن الاتحاد الأوربي راقب وبارك وهنأ السيسي؟!
الجواب يحتاج لمعرفة طبيعة التقارير الأولية التي يصدرها مراقبو الاتحاد الأوربي وغيرهم من المراكز الدولي والتي تحمل عبارات على شاكلة: “لم يثبت للمراقبين وجود ما يشكك في نزاهة الانتخابات”!
هذه التقارير يمكن أن تتلوها حسب تقلب المواقف السياسية – تقارير تتحدث عن توافر معلومات جديدة …. ويمكن أن تتغير بصورة كاملة في الانتخابات البرلمانية.
الموقف الأوربي غير مضمون … ولذلك لا بد من ضمان الموقف الأفريقي حتى لا يحدث تشويش للأوربيين لأن “المجموعات الحقوقية” و “الناشطين” إذا شعروا أن الأفارقة رفضوا الاعتراف بالانتخابات سيضغطون على حكوماتهم ويطالبونها بسحب الاعتراف بالانتخابات.
مصر في عهد السيسي أكثر إحتياجا لأفريقيا وهذا سيجعلها أكثر موضوعية في التعامل مع قضايا قضايا القارة وعلى رأسها قضايا التنمية ومكافحة الفقر في أفريقيا.
وسد النهضة من أهم نماذج التنمية ومكافحة الفقر والتكامل الإقليمي والتجارة البينية في أفريقيا.
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني

Exit mobile version