*أقول قولي هذا وقلبي يقطر أسى بعد خمسٍ وعشرين سنة من حكم الإنقاذ ..
*أقوله ولا أخشى في ذلك – كحال كل (إبن مُقنعة) سوداني أصيل – إلا الله الذي سوف يُسائلنا عن (أمانة!!) القلم هذه يوم الموقف العظيم ..
*فنحن قد بلغنا دركاً- بـ(فضل) الإنقاذ – لم يُوصلنا إليه أي نظام حكم سابق بما فيها التي حكمتنا بـ(أعراف الأرض) لا بـ(أحكام السماء!!) ..
*ولأن المقام ليس مقام تفصيل – لما أصبح في حكم المعروف للكل بالضرورة – فيكفي أن نشير إلى (رمزية) واحدة من رمزيات الفساد تمشي الآن على رجلين بين الناس ..
*فصندوق دعم (الوحدة!!) مثلاً – الله يرحمها – مازال (حياً) رغم أن الغرض الذي أُنشئ من أجله (شبع موتاً) ..
*ثم له فارهات – الصندوق هذا – تجوب الشوارع على عينك يا حكومة لترفع ضغط زميلنا حيدر المكاشفي وهو يشير إلى (الفضيحة) هذه في زاويته اليومية ..
*ولا أحد يحاسب ، ولا أحد يسأل ، ولا أحد يهتم كشأن أهل الإنقاذ تجاه أوجه الفساد كافة التي يضج بها الواقع ، والمحاضر، وتقارير المراجع العام ..
*لا أحد يفعل شيئاً من ذلكم كله رغم رفع السبابات بالتهليل والتكبير حتى كره أغلبنا مشاهدة فضائياتنا بسبب (المفارقة) المخجلة بين الشعارات والممارسات هذه ..
*فالذين انقلب الإنقاذيون عليهم – من رموز العهد السابق – لم (يُضبط) أي منهم في (وضع مخل بالآداب) رغم إنهم لم يكونوا يتبجحون بشعارات الدين ..
*ولم يلفت أي منهم الأنظار بسرايات وشركات ومنتجعات وفارهات اقتناها من (العدم!!) ..
*ولم يسع أي منهم – إلا لماماً وعلى استحياء – لـ(تمكين) من يهمه أمره في وظائف الدولة بعد تشريد غير ذوي الولاء منها تحت مسمى (الصالح العام) ..
*ولم يصرف أي منهمك لنفسه (حوافز مليونية) على مهام هي من صميم (واجباته الوظيفية)..
*ولم يتستر أي منهم على (تجاوزات) تحت شعار (فقه السترة!!) الذي لم نسمع به في عهود الأولين من أهل (التطبيق الحق) لأحكام الدين ..
*ولم يسمح أي منهم بإندياحٍ لبدعة (الحصانات) حتى تبلغ نسبة المتمتعين بها – كما هو حاصل الآن – (25%) من جملة أهل السودان العاملين في سلك (الميري)..
*ولم يسهم أي منهم في إرساء ثقافة تخصيص (10%) فقط من الدخل القومي لمجالي الصحة والتعليم لصالح ذهاب غالب مال البلاد – والعباد – لدواعي (التمكين)..
*ولم تشهد عاصمة السودان في عهدهم غزواً (تمردياً) – كغزوة خليل – وهم الذين كان من أسباب إنقلاب الإنقاذيين عليهم قرب إحتلال جيش قرنق (شبه النظامي) للعاصمة هذه ..
*ولم يحدث في عهدهم – كذلك – (إنتقاص!!) لأرض بلادنا من أطرافها ؛ شمالاً وشرقاً وجنوباً مع نذر حدوث الشئ ذاته غرباً..
*وإذا استصحبنا الانهيار البين في مجالات الإقتصاد ، والمشاريع ، والصناعة ، والأخلاق ، والذمم ، والخدمة المدنية ، والعملة المحلية لا يبقى هناك معنى لمفردة (إنقاذ!!) هذي ..
*وبما أننا نعني الإنقاذ هنا كـ(عنوان) لما آل إليه حال السودان – لا كأفراد – فمن حقنا أن نطرح سؤالاً ذا منطلقات (دينية) قبل أن تكون دنيوية ..
*نطرح سؤالاً من منطلقات (الدين) نفسه الذي يرمز الإنقاذيون بسباباتهم وعصيهم إليه حين يرفعونها عالياً في الهواء ..
*من (يُنقذنا) من مثل هذا (الإنقاذ) ؟!!!!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة