* واللحم المعني في عنواننا هذا ليس هو ذاك الذي تغنَّت بـ (كثرته!!) المغنيات بلسان حال الرجال في زمان مضى ..
* فقد كان شبع رجال ذلكم الزمان من (اللحمة) يعين على شبع من نوع آخر ذي صلة بـ (اللحمة!!) موضوع كلمتنا اليوم..
* ونعني باللحمة هنا الحلال منها وليس الحرام مثل التي أضحى الحصول عليها وقفاً على نفر من غير آكلي (البوش) ..
* وقفاً عليهم رغم ما لديهم من (لحم حلال) مثنى وثلاث ورباع ..
* ثم هنالك اللحم الحرام الذي تكاثر مع تكاثر فضائيات الغناء ، وفضاءات الإعلان ، وفضفضات الغثاء ..
* فامرأة غير ذات (مزعة لحم!!) في جسدها قصدت جزاراً لتبتاع ثُمن كيلو (لحم) ..
* فقط (ثُمن) كيلو الذي بات يُسمى – من باب السخرية – (مس كول !!) ..
* ومصطلح ثثُمن الكيلو هذا ثقافة شرائية جديدة لم يكن لها محلٌ من الإعراب في العلاقة (الجدلية) اليومية بين النسوة والقصابين..
* وتُفاجأ المرأة بثُمن الكيلو هذا يحوي (ثُمن لحمٍ !!) من وزنه فقط ما بين عظمٍ وشحمٍ وعصب ..
* فتستجمع الشارية كل ما في نفسها من غضب تجاه (الحكومة) لتقذف به – مع اللحم – صوب الجزار الذي لا تخلو نفسه من غضب كذلك..
* ويتفاعل الغضبان ليستقرا ( قضيةً) أمام القاضي..
* والقاضي الذي هو معايش لواقع زماننا هذا يصدر حكماً في ظاهره – ومن قبَله – (الرحمة) ..
* وديننا القائم على الرحمة يقول – حسب نص الحديث الشريف – ( من لا يَرحَم لا يُرحم) ..
* والقذافي لم يرحمه شعبه – حين ظفر به – لأنه لم يكن يرحم..
* لم يرحمه – النفر من شعبه هذا – رغم أنه توسل إليهم باسم (الرحمة!!) هذه..
* وعدم الرحمة الدنيوية هذه هي بخلاف ما قد تكون مدخرة لغير الراحمين في الآخرة..
* وكل مسؤول يساهم في جعل شعبه يدفع ثمن أخطاء حكومته الاقتصادية قد يكون من غير الراحمين هؤلاء..
* وأمثال المرأة التي تشتري (لحماً) وهي (منزوعة اللحم) هذه كُثر في زمان الحديث عن (عربية المدام!!)
هذا ..
* أما الزمان الذي كان يحظى فيه الوزير (نفسه) بسيارة واحدة فقد كان الناس يشبعون (لحماً) ويغنون لـ(اللحم) ..
*كانوا يغنون للحم دونما دعوة إلى( تلاحم!!) غير شرعي..
* فما من مسؤول في ذياك الزمن ضُبط بمعية فتاتين(لاحمتين!!) ..
* وما من (ملحمة) – في الزمن ذاك نفسه – باعت اللحم بثُمن الكيلو..
* وما من تلفزيون سعى لجذب المشاهدين بـ (البِيض اللواحم!!) ..
*وما من معلن استغل (اللاحمات!!) في الترويج لسلعته ..
* ومامن مغنية شدت الرحال إلى الخارج كيما تغني أغنية العروس الرائجة في ذلكم الزمان..
* أغنية (اللحم ده!!!!) .
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة