باريس: قضت محكمة الجزاء في مدينة بيربينيان، في جنوب شرقي فرنسا، بحبس متهمة في الثانية والعشرين من العمر لمدة ستة أشهر لأنها عذبت كلبا حرقا، وجاء الحكم بعدما أثارت الحادثة حملة من الاستهجان الشديد في عموم فرنسا وتجاوزتها إلى دول مجاورة، وأدت الحملة إلى مظاهرات في المنطقة ونقاشات مطولة عبر «الإنترنت» واستنفار لجمع التواقيع تعاطفا وتضامنا مع الكلب المسكين.
وقعت الحادثة يوم 10 أغسطس (آب) الماضي في قرية صغيرة هي إسبيرا دولاغلي، في جبال البيرينيه الشرقية، عندما صبت المتهمة، واسمها أُوريلي، وهي شابة في الثانية والعشرين من العمر تعاني نوعا من التخلف العقلي، وقودا سائلا على الكلب «مامبو» وشلت حركته، بينما تولى مراهق من رفاقها استخدام عود ثقاب لإضرام النار في الكلب على مرأى من الناس.
وسرعان ما انتشر الخبر وتحول الكلب المذكور إلى رمز للجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوان، وأصبح تعذيبه نموذجا لسوء المعاملة التي تتعرض لها الكلاب الأليفة. وتحرك آلاف الفرنسيين للمطالبة بإحالة «المجرمة» إلى القضاء، وبادروا بتنظيم حملة لجمع التواقيع بلغ عدد المسجلين فيها 11 ألف اسم، بينهم نجم كرة القدم العالمي المعتزل زين الدين زيدان.
أما «مامبو»، الذي نجا من الموت لكنه أصيب بحروق وجروح غطت 80 في المائة من جسمه، فكان حاضرا وملفوفا بالضمادات في جلسة محاكمة معذبته، وشهد النطق بالحكم عليها أمام 200 شخص تدافعوا للحصول على موضع قدم في القاعة وتجمعوا في ممراتها وأمام مبنى المحكمة. وطالب الادعاء العام بإنزال «أقصى عقوبة» بالمتهمة، أي السجن، مع استبعاد وقف التنفيذ، أما شريكها فمن المنتظر أن يحال إلى قاضي الأحداث.
مع هذا، لم يكن الحكم مرضيا لجمعيات الدفاع عن الحيوانات، إذ قال إكزافييه باكيه، محامي مؤسسة «30 مليون صديق» الشهيرة بدفاعها عن كلاب الرفقة وممثل الادعاء بالحق العام، إنهم طالبوا بعقوبة مشددة تصل إلى السجن لمدة سنتين مع غرامة قدرها 30 ألف يورو، حسب المادة 521 من قانون العقوبات.
إلى ذلك، ولا يزال «مامبو» يتلقى العلاج في إحدى العيادات البيطرية ويتأهب للانتقال إلى بيت صاحبته الجديدة، داني غوازيه، وهي صاحبة مطعم في القرية تطوعت مع زوجها للاعتناء به بعدما عثرت عليه هائما في الشوارع غداة الاعتداء عليه.
ياساتر