«سودنة العمل الطوعي» .. هاجس دائم

قرار سودنة العمل الطوعي الذي أصدره رئيس الجمهورية لم يكن قراراً عرضياً لمنظمة سند الخيرية بل سجل في أجندتها كأولوية قصوى عملت على تنفيذه.. انطلاقاً من أهدافها الإستراتيجية الرامية لخلق شراكات مع المنظمات الوطنية لبناء عمل طوعي سوداني مؤسس.
منذ مارس الماضي طرحت منظمة سند مبادرتها بتنسيق مع الخبراء وقادة العمل الطوعي والإنساني ووضعت خطة تنفيذية توضح الدور المنوط بالمنظمات الطوعية الوطنية وجهات الإختصاص وشركاء الشأن الإنساني في المجتمع الدولي.

الورشة التي عقدتها منظمة سند بالأمس تحت شعار «من أجل رؤية قومية مشتركة للمنظمات التطوعية الوطنية» وأشركت فيها خبراء ومهتمين بالعمل الطوعي لم تخرج من هذا الإطار ناقشت خلالها كيفية سودنة العمل الطوعي في ظل المتغيرات المعاصرة العالمية والمحلية وكيف يكون دور مؤسساتنا التطوعية في تحقيق التنمية دون المساس بالأمن القومي والمجتمعي. وكيف يمكن أن تستفيد من تجارب الآخرين في العمل الطوعي ونقل الخيارات الإيجابية والرؤى الجيدة.. ولم تغفل الورشة مناقشة ومراجعة الإتفاقيات التي تنظم عمل شركاء الشأن الإنساني بجانب تقرير وتفعيل الأجهزة الوطنية المناط بها إنفاذ وتطبيق السودنة.
المتحدثون في الورشة باركوا المبادرة وثمنوا جهود منظمة سند التي تكفلت بوضع هذه الدراسة لسودنة العمل الطوعي. وقال د. مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية الذي تحدث عن أهمية العمل الطوعي وأن السودان ينظر إليه نظرة حضارةويقدم كل الدعم والمساندة للذين يعملون في المجال المهم ولكنه اشترط أن يعملوا بصدق ونزاهة مؤكداً أن الدولة لن تقف ضدهم فيماأشار الى أن المنظمات التي طردت من السودان ثبت أنها خالفت الأهداف التي جاءت من أجلها وفق الاتفاق بيننا.. ودلل على ذلك بأن الوضع الآن في دارفور في كل الأحوال السياسية والأمنية والإنسانية أفضل مما كان عليه بوجود تلك المنظمات، فيما أكد عزم الدولة الوصول لحل نهائي لمشكلة دارفور خلال هذا العام.
وفي ذات الإتجاه تحدث عبد الباقي الجيلاني وزير الدولة بوزارة الشؤون الإنسانية بأن استبعاد المنظمات الأجنبية عن السودان جاء وفق معلومات أكدت أنها خالفت الإتفاقيات الموقعة معنا وأنها حولت أهدافها الإنسانية الى عمل إستخباراتي ولكنه أكد أهمية التعامل معها بحكمة، وأشار الى أهمية تفعيل قانون العمل الطوعي الذي يضبط عمل المنظمات الأجنبية وينظم العمل الإنساني فيما أكد ضرورة عمل توأمة بين المنظمات المحلية والخارجية بهدف بناء القدرات ونقل الخبرات.
واثنى حسبو عبد الرحمن مفوض الشؤون الإنسانية على جهود مبادرة منظمة سند وأشار الى أنها يمكن أن تضع المنظمات الوطنية في موقع القيادة والريادة وقال إن المبادرة هي عصارة جهد خبراءوطنيين ستكون المرتكز الأساسي في عملنا. وبالإستفادة من تجارب الآخرين سنخرج برؤية تعيننا في عملنا الإنساني.
وبارك المدير التنفيذي للمجلس السوداني للمنظمات الطوعية (اسكوفا) الجهود التي تصب في اتجاه ترقية العمل الطوعي والوطني مشيراً الى أن المجلس من موقع مسئوليته يهتم بتدريب وبناء قدرات المنظمات الطوعية ويسعى لدفعها أن تقوم بعملها الإنساني وأن هذه المبادرة تأتي في إطار إكمال الرؤى وتناسق الجهود لسودنة العمل الطوعي.
واعتبرت السيدة وداد بابكر حرم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس منظمة سند الخيرية أن انعقاد الورشة ومناقشة مبادرة سند مناسبة لمراجعة الشأن الإنساني في البلاد للخروج برؤية للتحول من الإغاثة للتنمية والتحول الكامل للعمل الطوعي نحو الوطنية ودعت للخروج برؤية شاملة لتحسين الأوضاع الإنسانية بالبلاد.
فيما فند د. اسماعيل الحاج موسى رئيس لجنة الخبراء بالمبادرة تفاصيل العمل الذي جرى لإعداد المبادرة التي عكفت عليها اللجنة منذ فبراير الماضي إنفاذاً لتوجيه رئيس الجمهورية بسودنة العمل الطوعي من خلال خطة ممرحلة وضعت وخلصت الى مرتكزات ومحاور لكيفية سودنة المنظمات الطوعية بالإستفادة من التجارب العالمية وفق التشريعات المحلية.
الورشة وجدت نقاشاً عميقاً من الخبراء والمهتمين بالعمل الطوعي وتوصلوا الى رؤية موحدة بأهمية تعديل قانون العمل الطوعي وسن اللوائح المنظمة له وإيجاد الثقة بين السلطة التنفيذية والمنظمات مع إيجاد قالب موضوعي يعطي الأولوية للمنظمات الوطنية وأن تتولى المنظمات الأجنبية الإشراف والتقويم والمتابعة والتمويل والتنسيق الفعلي بين مكاتب الأمم المتحدة والمكاتب الحكومية المقابلة لها وتدريب الكوادر الوطنية ذلك لضمان تطبيق معيار الشراكة.. وضرورة إنشاء سجل المتطوعين وإعطائهم الأولوية للعمل وإدخال ثقافة العمل الطوعي في المناهج التعليمية.
سامية علي :الراي العام

Exit mobile version