** ثم بنظرة عابرة إلي الحدثين تكتشف بكل يسر بأن الحركة الشعبية التي اعتمدت نتائج التعداد السكاني الخامس في إجتماع القصر الرئاسي ، هي ذاتها الحركة الشعبية التي ترفض نتائج التعداد السكاني الخامس ذاته في مؤتمر المقرن الصحفي ..وهكذا الحركة الشعبية عند كل قضية ، وحين تحدق بعينيك وعقلك في موقفها من القضية تصاب بالجنون و( الذهللة ) ..حيث تظهر للناس بموقف عند الفجر، ولكن قبل الضحى تلطمهم بموقف نقيض ، ولكن سرعان ما يحدث شئ ما فى دهاليز الشراكة ، فتعود الحركة الي جادة السلطة وتتنازل عن الموقف النقيض وترضى بالآخر، طوعا أو كرها ، الله أعلم .. وهذه اللعبة صارت مكشوفة للرأى العام ، ولم يعد لها معجبون بعامل التكرار .. حتى التجمع الديمقراطي – رفيق الغربة والنضال – شن هجوما عنيفا عليها ، و بالنص وصف على السيد رفض فاقان للنتائج بعدم الموضوعية ..أي بالعامية غير الدبلوماسية : إنت زول ماعندك موضوع ..!!
** أو هكذا يبدو الموقف حاليا .. موقف بعض الحركة الشعبية من نتائج التعداد السكاني الخامس .. نعم موقف بعض الحركة الشعبية وليس كلها ، فالحركة الشعبية أيضا- مثل بعض القوى السياسية – صارت ( خشم بيوت ) ..شاهدنا وسمعنا إعتماد رئيسها لتلك النتائج يوم الاربعاء الفائت ، وكذلك شاهدنا وسمعنا رفض أمينها لتلك النتائج يوم أمس ، وربما اليوم أو غدا نشاهد ونسمع موقف رياك مشار ولام أكول وغازي سليمان ..وكل هذا مجرد جدال غير مثمر سينتهى بقبول ما تم إعتماده ..والسوابق كثيرة ، حتى عملية التعداد السكانى هذا سابقة لم تسقط من ذاكرة الناس بعد ، حيث رفضت الحركة إجراءها بالجنوب وقدمت شروطا للموافقة منها سلام دارفور، ثم وافقت على إجرائها بعد أسبوع ونيف وسلام دارفور لم يتحقق حتى فجر اليوم ..!!
** وعليه ، ليس في الأمر عجب ، ومايحدث مجرد طق حنك سياسي ، ولن يغير رقما في النتائج التي إعتمدتها الرئاسة ، ولو كان هناك تشكيك أو رفض من قبل الحركة الشعبية كان عليها أن تعلنه وتتمسك به تمسكا لايجعلها شريكا إستراتيجيا في إعتمادها والتوقيع على نتائجها وتحويلها إلي مفوضية الإنتخابات ضحى ذاك الأربعاء ..ثم ماذا تعني الحركة الشعبية بما أسمتها بلجنة رباعية تم تشكيها لحل الخلاف حول التعداد السكاني ..؟..إذ كيف للجنة ، رباعية كانت أو سداسية ، أن تغير أرقاما هى في مجملها الكثافة السكانية للشعب ، بعد أن أحصتها لجان الإحصاء وإعتمدتها رئاسة الجمهورية ..؟..كيف ستغير اللجنة حجم الكثافة السودانية بحيث يتناسب مع المزاج السياسي للحركة أو المؤتمر أو أى حزب آخر ..؟..لوحدث تغيير كهذا في تلك النتائج والأرقام بفعل طرح وجمع وقسمة اللجنة الرباعية ، ألا يعتبر تزويرا أو دفنا للحقيقة ..؟.. وهل هناك من وضع حجم السكان – في أي زمان و مكان – على حسب أهواء وأمزجة الأجندة الحزبية ودوائرها الإنتخابية بواسطة لجان الكسور والبواقي ..؟.. هذا لم يحدث في تاريخ الكرة الأرضية وقد لا يحدث ، ما لم يكن السودان خارج …( تلك الكرة ) …!!
إليكم – الصحافة الاحد 10/05/2009 .العدد 5700