لا بد من تهنئة الأستاذ عثمان ميرغني وأسرة التيار من الصحفيين والموظفين والعاملين لأن ما حدث يعتبر ملحمة وطنية قبل أن يكون صحفية أو مهنية.
لا زلت أذكر إفطار اتحاد الصحفيين قبل عامين والزملاء في التيار يجوبون بلافتات صامتة دون ضوضاء احتراماً لقضيتهم وللشهر الفضيل ويوزعون مذكرة احترافية ومهنية عن قضيتهم.
صبر عثمان وصبر أبناء وبنات التيار.. وكان بمقدور عثمان أن يبيع القضية لأي دولة غربية و”ينال على يدها ما لم تنله يد”، ولكنه قرر المشي في شارع البلدية بمركوب سوداني بلدي من مقر التيار إلى المحكمة الدستورية ليقدم طعناً في قرار جهاز الأمن والمخابرات الوطني.
قرر أن يواصل كتابة عموده.. وتناول القضايا بنفسيات “غير انتقامية” وبنقد موضوعي ومهني يصلح للنشر في الهامش الموجود ولا يحجب منه الكثير.. ليس لأنه متفق مع الحكومة كما توهم البعض، ولكن لأنه رجل موضوعي للدرجة التي يتهمه فيها بعضهم بضعف “العواطف والأشواق الإسلامية”.. وتلك قصة أخرى وصراع قديم بين المدرسة العقلانية وأهل الحماسة الإسلامية “مع قلة الفقه”.
كتبنا مناشداتنا لصالح التيار وهنالك عمود مشهور بذلك وسردنا فيه حججنا وفهمه عثمان كما ينبغي واتصل بي شاكراً ومقدراً.. ولكن بعضهم توقع أن هنالك قراراً صدر من الحكومة بعودة التيار وأنا أداة من أدوات الإخراج!.
لم يكن هنالك قرار كان رأياً حراً.. واستمرت القضية قرابة العام.. وخابت ظنونهم بوجود مسرحية بطلها “مكي المغربي”!.
لما خرجت التيار بحكم المحكمة الدستورية “بعد سنة” تحدثوا عن مسرحية بطلها “عثمان ميرغني”، لأنهم لا يعتبرون نضاله فوق التراب السوداني وتحت الشمس المشرقة والمحرقة نضالاً.
النضال.. هناك في العواصم الغربية “مع الخواجات”، لأنهم رعاة حقوق الإنسان في العالم!.
نضال هؤلاء ونضال عثمان ميرغني، يذكرنا بطرفة الشيخ فرح ود تكتوك عن “أتباع ود أب جريد”، الذين يخرجون الزكاة من أجل الظهور.. فيفتحون أبوابهم وينتظرون تدافع الناس والقوي يأكل الضعيف.
قال لهم: “زكاتكم ما أريتا زكاتي.. الما بتدوها إلا للسمين العاتي..”، وذلك لأن الذي يستطيع شق الصفوف حتى يصل لزكاتهم لا بد أن يكون “بودي قارد”!.
هؤلاء.. نضالكم ما أريتو نضالي.. فنادق ومنتجعات ودعم مالي!.
المشكلة ليست أنهم اختاروا هذا الدرب.. وبعضهم ربما أجبر عليه “وهم قلة”، ولكن المشكلة أنهم يرون أن الذي يناضل من التراب السوداني منتمٍ للحكومة.. حتى ولو مات كمداً وغمَّاً ودفن تحت التراب.. سبحان الله.
التحية مجدداً للتيار ذات الشعار الوطني الخالص: (سيد نفسك.. مين أسيادك؟).
[/JUSTIFY]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني