عاد الترابي الى واجهة الاحداث السياسية عبر البوابة الجنوبية في هذا الاسبوع بزيارته لمدينة جوبا التي يتردد صداها كثيراً خلال الايام الماضيات وتتجه إليها الانظار بسبب «مؤتمر جوبا»، وقضى الترابي بضعة ايام ناقش فيها مع قادة الحركة الشعبية قضايا الساحة الراهنة التي حصرتها القوى السياسية في الانتخابات الحرة والنزيهة وازمة دارفور والاستفتاء والتحول الديمقراطي. ويلتقى الترابي في زيارته بقيادات حزبه بولايات الجنوب وممثلين للمسلمين الجنوبيين.
وحسب عبد الله دينق نيال القيادي بالمؤتمر الشعبي فإن زيارة الامين العام لجوبا تمت تلبية لدعوة الحركة الشعبية. وذهب نيال الى أن الزيارة حققت هدفها وان وجهات النظر في القضايا المطروحة بين الطرفين..تقاربت جداً وان «لم نقل متطابقة» حسب ما علق به نيال لقناة الجزيرة.
والفاصل الزمني بين زيارة الترابي وموعد انعقاد مؤتمر جوبا «المؤجل لاكثر من ثلاث مرات» ايام قلائل وسيشارك حزب المؤتمر الشعبي بحماس وفاعلية في ذلك المؤتمر ولا تخرج الموضوعات واوراق العمل عن تلك التي تمت مناقشتها سلفاً بين الفريق سلفاكير ود. الترابي.
وقد نفى المؤتمر الشعبي ان تكون تلك الزيارة لابرام اي من التحالف فيما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية، والتي اعلن الترابي في وقت مبكراً عن عدم رغبته في الترشح فيها لعامل السن.
بروفيسور صلاح الدومة المحلل السياسي قال لـ «الرأي العام» ان ظاهرة الزيارة اذا قبلنا انها ناقشت ذات موضوعات مؤتمر جوبا تكون بمثابة «البروفة للمؤتمر» هذا ظاهريا لكن في الواقع هناك ثلاث معضلات تواجه الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، فالحركة الشعبية عينها وقلبها على الاستفتاء ويشغلها امر انفصال الجنوب وليس للانتخابات اولوية واهمية لديها لا على مستوى الرئاسة ولا الانتخابات النيابية وان اصبح سلفاكير رئيساً عبر هذه الانتخابات.
اما بالنسبة للمؤتمر الوطني حسب الدومة فما يشغله هو الانتخابات والتي ستكسبه مشروعية جديدة واستمراراً في الحكم، اما المؤتمر الشعبي فيريد ان يستنجد بالحركة الشعبية وقطع وعداً لها بان المؤتمر الشعبي سيدعم ويصوت لصالح سلفاكير على اساس انه سيكون عربوناً للحركة لايلاء الانتخابات شيئاً من الاهمية تقابل اهمية عملية الاستفتاء وبالتالي تشد اهتمام الحركة للقضايا العالقة والقوانين التي لم يتم حسمها خاصة وان هذه الدورة الراهنة للمجلس الوطني ستكون آخر دورة للسلطة التشريعية. فاذا اهتمت الحركة بمسألة الانتخابات فسوف تتشدد مع المؤتمر الوطني.
«كل ما يمكن انجازه ومناقشته قد تم » هذا ما قاله د. ابنديقو اكوك الاستاذ بمعهد السلام- جامعة جوبا واضاف لـ «الرأي العام» : ان الشريكين قد اوقفا الحرب وهذا اهم انجاز والمرحلة الثانية هي التي تحدث عنها الراحل د. جون قرنق في مدينة رومبيك بان السلام الآن يملكه الشعب وان آلياته بيد الشعب السوداني لا طرفي نيفاشا ولا القوى السياسية واعتبر ابنديقو ان تنفيذ اتفاقية السلام يسير بصورة مقبولة وهناك «71» حزباً يشارك في حكومة الوحدة الوطنية ماعدا بضعة احزاب قليلة، وحزب د. الترابي امامه مرحلة الانتخابات التي هي المرحلة الثالثة وهي مرحلة مهمة لانها مرحلة التغيير عبر الانتخابات، وانه ولاستمرار السلام بصورة سلسة من الاجدى ان تستمر الشراكة بين طرفي نيفاشا لضمان التنفيذ لانهما من وقعا على الاتفاقية وتربطهما مواثيق.
لكن الاوراق المطروحة في مؤتمر جوبا وخلق تكتلات بين الحركة والقوى السياسية الاخرى سيخلق موازين سياسية جديدة والمطلوب من الحركة حسب د. ابنديقو ليس الحديث عن عقد تكتيكات للترشيح لانتخابات الرئاسة كما ترتفع اصوات عدة بترشيح مالك عقار وتارة بترشيح رياك مشار واخرى ترشح سلفاكير. المهم هو ايجاد ثقة بين طرفي نيفاشا وتنفيذها لان كل القوى السياسية المعارضة لها رأي في نيفاشا وبعضها يطالب بتغيير جذري في بروتوكولاتها وهذا لا يتماشى مع عقد أي اتفاقات بين هذه الأحزاب والحركة الشريك «الاصلي».
ام زين آدم :الراي العام