القدس (رويترز) – قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين إن اسرائيل لن تجمد كل اعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية مثلما تطالب واشنطن لكنها قد تحد من نطاقها للمساعدة في بدء محادثات السلام مع الفلسطينيين.
وكان مسؤولون اسرائيليون قالوا ان العمل سيستمر في 2500 منزل للمستوطنين يجري بناؤها في الاراضي المحتلة واعاد نتنياهو تأكيد هذا الموقف في تصريحات ادلى بها امام لجنة تشريعية قبل محادثاته يوم الثلاثاء مع المبعوث الامريكي.
ونقل مسؤول برلماني اوجز للصحفيين تصريحات نتنياهو امام لجنة الدفاع والشؤون الخارجية قوله “طلب (الامريكيون) منا تجميدا كاملا وقلنا لهم لن نفعل ذلك.”
وقال نتيناهو وفقا للمسؤول “ابلغت الامريكيين اننا سنبحث خفض نطاق اعمال التشييد.”
وقال نتنياهو “ينبغي ان يكون هناك توازن بين الرغبة في احداث تقدم في المفاوضات السياسية وبين ضرورة السماح لسكان يهودا والسامرة (الضفة الغربية) بالاستمرار في حياتهم الطبيعية”.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن نتنياهو الذي يترأس حكومة يمينية قوله ان اي قيود على البناء ستسري فقط لفترة محدودة لكنه لم يحدد اطارا زمنيا معينا.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي من المقرر ان يجتمع ايضا مع المبعوث الامريكي جورج ميتشل يوم الثلاثاء قد قال انه لن يعود الى مفاوضات السلام مع اسرائيل الا بعد ان تجمد نشاطات الاستيطان بما يتفق مع “خارطة الطريق” للسلام لعام 2003.
وعلقت المحادثات منذ ديسمبر كانون الاول.
وطالبت الحكومة الفلسطينية في اجتماعها الاسبوعي ان توافق اسرائيل على ايقاف شامل لنشاطات الاستيطان بما في ذلك “النمو الطبيعي” وهو تعبير يشير الى البناء لاستيعاب عائلات المستوطنين المتزايدة.
ويحاول ميتشل الذي وصل الى اسرائيل يوم السبت اعداد حزمة مقترحات توقف بمقتضاها اسرائيل البناء في المستوطنات بينما تتخذ دول عربية خطوات مبدئية نحو الاعتراف باسرائيل.
وتأمل واشنطن ان تؤدي هاتان الخطوتان الى استئناف محادثات السلام. وقال ميتشل ونتنياهو بصورة منفصلة يوم الاحد ان هناك فجوات تحتاج الى سدها قبل التوصل الى اتفاق بشأن الاستيطان.
وفي مقال للرأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين قال تركي الفيصل وهو مدير سابق للمخابرات السعودية ان الاعتراف الاقليمي باسرائيل لن يأتي الا بعد ان تزيل كل المستوطنات.
وقال “نحن راغبون في مصافحة اي شريك للسلام لكن بعد ان يرخوا قبضتهم عن الارض العربية.”
وفي الاسبوع الماضي تعرض وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك لتوبيخ امريكي لموافقته على 455 تصريحا للبناء في المستوطنات بالضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 والتي يريد الفلسطينيون ان تصبح جزءا من دولتهم في المستقبل.
واعتبرت هذه الخطوة في اسرائيل محاولة لتهدئة المستوطنين قبل فرض اي قيود على عملية البناء. وقال مسؤول بالحكومة الاسرائيلية انها خطوة نحو اتفاق يتضمن “قيودا شديدة جدا على نمو المستوطنات وايقاف محتمل.”
ويعيش نحو 500 الف اسرائيلي في الضفة الغربية والقدس العربية الشرقية التي احتلتها اسرائيل ايضا في عام 1967 الى جانب نحو ثلاثة ملايين فلسطيني. وتعتبر المحكمة الدولية المستوطنات غير شرعية ويقول الفلسطينيون ان هذه الجيوب ستحرمهم من اقامة دولة قادرة على الحياة.