علق صورة الأشعة في الحيطة قصااااد الضو.. وقعد يتمعن فيها.. في هذه اللحظة دخل أحد زملائه.. وقعدو الاتنين يعاينو لي صورة الأشعة. وقعدو يرطنو بالإنجليزي.. رطانة شديدة.. لمن المريضة آمنت ظاطو.. بقت تدعي إنو ربنا ينجح ولدها ويبقى شااااااطر وفااااااالح زي الدكاترة ديل..
قال ليهو بالعربي وهو يأشر على منطقة في الصورة بالقلم: “واضح واضح جدا”.. أمن عليهو زميلو بعد أن عاين: “أيوا واضح شديد”..!.
رجع للتربيزة، قعد ثم أخذ نفسا طويلا وقال لها: “بسيطة بسيطة إن شاء الله.. يا أخت إنتي عندك التهاب في المرارة” عاينت ليهو مسااااااافة يمكن تلاتة دقايق.. ثم ارتسمت علي وشيها خيبة الأمل والإحباط.. ثم انفجرت بكا وجعير.. قال ليها يواسيها: “التهاب المرارة دي حاجة بسيطة.. وما بتعمل حاجة وإن شاء الله حتبقي كويسة.. ما تبكي ما تبكي”.. قالت ليهو من خلف الدموع: “أنا ما ببكي علي مرارتي الالتهبت.. حننتوني إنتو.. وببكي علي دكترتكم دي.. إنتو الاتنين ما فيكم واحد يهدي التاني؟.. يا كافي البلا.. مرارة شنو التلتهب؟ يا دكتور أنا المرارة شايلاها قبال خمسة سنوات”..
عاين ليها واتمحن وقام تاني مشى علي الصورة علقها.. وقعد يعاين وجاها راجع وعلى وجهه علامات الارتياح لما وصل إليه من تشخيص قال ليها: “فعلا يا حاجة.. ما التهاب مرارة.. دا التهاب في البروستاتا”..
ثم نظرت إليه وتاااااني قعدت تبكي.. حاول مواساتها برضو: “دي حاجة بسيطة يا حاجة التهاب البروستاتا دا بتعالج.. ولو العلاج ما نفع نحاول نتدخل جراحيا.. نشيلها ليكي ونريحك منها”..
قالت تطنطن: “قبيل ما قلت لي يا أخت.. حسي السواني حاجة شنو؟”.. سكتت شوية وسعلت: “أها يا دكتور، البروستاتا دي، نعل ما بتكتل؟.. ” ضحك وهو يحاول ان يهظر: “لا لا يا حاجة تكتل شنو يا اخي؟.. نسوان كتااااااااار زيك عندهن التهاب بروستاتا وحايمات.. وفيهن واحدات شالوها ليهن.. ونصيحاااااات ويمارسن في حياتن عااااادي”.. ارتاحت وقالت ليهو: “بركة يا يابا.. يعني انا حسي بمارس حياتي عاااااااااااااااااادي كدي؟” قالها: “أيوا أيوا”.. خمشت ورقها الكتبو ليها.. ووصلت لحدي الباب.. وختت إيدها في الوكرة عشان تفتح الباب.. وقبال ما تفتح قبلت عليهو: “قلت لك يا دكتور.. خليل أحدسو؟”.. عاين ليها بدهشة ورفع اكتفافو مع قلبت إيديهو الاتنين وقال ليها: “خليل منو؟”.. قالت ليهو برااااااحة: “خليل راجلي.. أبو وليداتي.. أحدسو؟ أحدسو بالمرض القلتو لي دا؟.. خايفة إن حدستو تجيهو صدمة.. وينصدم ويموت علي.. وأنا عندي فيهو ستة شفع.. !!!”.. قال ليها: “لا ما تحدسيهو حسي.. أصبري شوية”.. قالت ليهو وهي تحذره: “خلاص، قلت كدي؟.. ما بحدسو.. علا عليك الرسول انت زااااتك ما تحدسو.. وإن جاك وسعلك وعصر عليك.. قول لو عندها اي مرض هوين.. قول لو.. قول لو.. عندها سيرطان”..
* بعد أسبوع في الصحف خبر: “القبض على كادر طبي مزور.. يمارسون المهنة.. ومستوصف مزور.. وعدة مزورة.. والغريبة في ناس يشكرو فيهم.. قالو أي مرض تمشي ليهم.. الكمدة بالرمدة”.
الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي