.. ومشار أمس في جيبوتي ينسج خيوط ما يحدث غداً.
.. ومشار قبلها في كينيا.. وفي غيرها دون صراخ.. لكن زيارة مشار للخرطوم هي ما يجعل جوبا وكمبالا تصرخ.. لأن حسابات الغد ــ مخيفة.
.. وحسابات الغد تقول إن أحداث إفريقيا الشرقية تمتد ظلالها من تحت سيقان السودان.
.. وكل أحد الآن يلطم كل أحد.
.. ومشار يطلب قوات أممية ــ لكن ــ بعيداً عن يوغندا وبورندي وتنزانيا… و…
.. وسلفا كير ومصر وبريطانيا ويوغندا كلهم يرسم خريطة الأيام القادمة.
.. وكلهم ينظر من فوق كتفه إلى الخرطوم.
.. ومصر «التي أكلت قواتها علقة ممتازة من جيش مشار» تطلق جراراتها الآن في جونقلي وعيونها على الخرطوم تقول
: جونقلي ــ مقابل سد النهضة.
.. وأودينقا رئيس كينيا يستقبل صديقه منذ أيام الدراسة في لندن وحليفه أيام الانتخابات ضد «ريال أودينقا» مشار.. ومشار في لندن كان يدرس الميكانيكا لما كان رئيس كينيا يدرس إدارة الأعمال.
.. «والقذافي يرسل طائرة تجعل مشار يقطع دراسته ليلحق بقرنق.. ضد الخرطوم».
.. وبريطانيا ترسل إليه «إيما» الجميلة جداً.
.. لكن البساط الأحمر في مطار كينيا تحت أقدام مشار يصبح إشارة للحلف الجديد.
.. والحلف يصبح له معنى حين يهبط رئيس الصومال هناك للقاء مشار.
.. ويصبح له معنى حين تطلق مجموعة من دول إفريقيا نداء تطلب سحب قوات موسفيني من جنوب السودان.
.. ومشار يرقص داخل غرفته المغلقة وهو يجد مندوب سلفا كير المرسل من موسفيني سراً يهبط كينيا يطلب لقاء مشار.
.. وموسفيني تقوده الحسابات المرعبة إلى إرسال قادة سلفا كير «دنيق ألور وربيكا» وكليهما نصف عدو لسلفا ونصف عدو لمشار وسطاء عند مشار.
.. وموسفيني ــ يحسبها ــ ويجد أن مشار «مندوب شركة تويوتا في إفريقيا ــ والملياردير» يقترب الآن من حكم الجنوب.
.. وقواته تهزم قوات سلفا وقوات موسفيني وقوات من ست دول أخرى.
.. وموسفيني يجد أن مشار يعشق الخرطوم منذ أيام اتفاقية الخرطوم «موسفيني يعرف مشار أوشك أن يأتي بقرنق للخرطوم لولا أن استخبارات مصر ــ ودولة عربية تغطي رأسها ــ تجذب قرنق إلى الخلف.
.. وموسفيني الذي يرسل قواته تحت دعوى أنها نزهة لشهر واحد يجد أن «04» في المائة منهم يقتل و«02» في المائة جريح.
.. وموسفيني يجد أن جيشه المهزوم يعود.. ولا شيء أخطر خطورة من جيش مهزوم.
.. والرجل يجد أن مشار إن هو أصبح سيد الجنوب وجد الجنوب والسودان وكينيا عوامل رائعة لحلف رائع ــ تدعمه الموانئ.. وخطوط وآبار النفط والمواصلات النهرية بين الخرطوم وأعالي النيل و… و…
.. وأن الحلف الجديد هذا يجعل موسفيني يبحث عن منزل مجاور لمنقستو ــ وجوكوني… و…
.. وطابور صغير ينظر إليه موسفيني الأسبوع الماضي يصبح تأكيداً لأسوأ ظنون الرجل.
.. موسفيني يجد أن أشهر قادة الجنوب اللواء «داو» قائد المشتركة في الخرطوم من قبل.. وضيو ماطوك عمدة أويل واللواء «لادو» وغيرهم كلهم تقوده حسابات الغد إلى مشار.
.. كل شيء يحسب حسابات الغد ويعيد تحديد موقفه.
.. إلا الخرطوم.
.. ولو كان «جهلاً» لكان هناك عذر.. لكن الخرطوم تقرأ حديث حسن مكي «62 يناير الماضي» الذي يقول
: الجنوب سوف يذبح بعضه بعضاً.. والقادة كلهم يبحث عن وظيفة قيادية.
.. والوظائف القيادية لا تكفي.
.. ولا مخصصاتها «نصف مليون دولار».. تكفي.
.. ولا يبقى إلا الموت.
.. والموت يقع..
.. وكل شيء واضح.. لكن.. لكن.
بريد
.. وأمس الأول يتصل بنا من يحدثنا في حزن عن أن الشيخ المك مريض بمستشفى القلب ــ بالعناية الفائقة.
.. والألم يجعلنا نرسل الحديث.
.. والشيخ المك يتصل بموقعنا ليقول إنه ليس مريضاً.
.. سلام الشيخ.
.. زادك الله عافية.
.. وزاد صاحب الهاتف مرضاً.
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة
[EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]