أيها الجالسون في اضنينكم .. سلام

[ALIGN=CENTER]أيها الجالسون في اضنينكم .. سلام[/SIZE][/ALIGN] ما زلت اذكر ما كتبه صحفي مصري شهير في عاموده باحدى الصحف المصرية، تحدث فيه عن الصورة المشوهة والمضللة التي يحملها بعض الغربيين عن الإسلام ونبينا الكريم، وكان ذلك قبل سنوات طويلة قبل موجة الرسومات الدنماركية وما تلاها من الكتابات والفيلم المسيء، فقد ذكر ذلك الصحفي قصة صادمة نقلتها له شقيقته المقيمة في أمريكا .. فقد اتصلت به شقيقته لتخبره عن قصة غريبة أثارت سخطها الشديد، بعد أن حضرت طفلتها من الروضة (كندر قاردن) وحكت لها ما قالته لهم مشرفة الصف .. طبعا عندهم (حصة نوم) تقوم فيها المشرفة بسرد الحكاوي والقصص للأطفال كي تساعدهم على النوم، وكانت الحكوة يومها عن نبي المسلمين حيث حكت لهم المشرفة عن سبب تحريم المسلمين للخمر وأكل لحم الخنزير فحسب روايتها أن نبي المسلمين كان عائدا لبيته في الليل وهو مخمور يتخبط فسقط على الطين وعضه خنزير .. ومن يومها حرّم الله على قومه الإثنين .. الخمر ولحم الخنزير!!
الغريب في الأمر أن أم الطفلة ذهبت وقابلت المشرفة لتحتج على المنهج الذي يدرس لطفلتها ويسيء إلى سيرة نبينا الكريم بهذا البهتان العظيم، ولدهشتها فقد اعتذرت لها المشرفة واوضحت لها أن القصة ليست ضمن المقرر ولكنها كانت تسمعها من أهلها الكبار في طفولتها يعني كانوا بحجّوهم بيها وقامت بدورها بتحجية الأطفال بها في براءة !!
تذكرت تلك القصة عندما كنت أطالع آخر أخبار انفلونزا (الكداريك) كما أسمتها العزيزة فاطمة كرار، فصادفتني معلومة مفادها أن اليهود لا يأكلون لحم الخنزير بل إنه محرم عندهم كما أن عدة طوائف في المسيحية تحرم تناوله بسبب البيئة القذرة التي يتربى فيها، كما أيد بعض رجالات الدين المسيحي من أقباط مصر قرار التخلص من قطعان الخنازير هناك بالذبح ..
طيب .. إذا كان ذلك كذلك كما يقول المثقفاتية .. القاعديين ليها نحنا شنو؟ ولماذا لا تصدر السلطات الصحية قرارا بالتخلص من مزارع الكداريك العندينا قبال الفاس تقع في الراس؟
رحم الله وزارة صحة علمت قدر نفسها وإمكاناتها التعبانة، وسعت من بدري بدري لسد الثغرة التي قد تتسلل منها رائحة (الزكمة) وتزكم أنوف الجميع، ولتكن لها في جارة الوادي أسوة حسنة، فمصر رغم إمكاناتها المتقدمة عنّا في مجال الرعاية الصحية، إلا أنهم حسبوها صاح فالكثافة السكانية العالية في القاهرة والمدن الكبيرة تجعل من الصعوبة بمكان محاربة الوباء إذا ما وصلهم، لذلك قاموا بالمبادرة وبدأوا في ذبح قطعانهم، فكيف بنا نحن ناس قريعتي راحت المتعودين على أن تفاجئنا المفاجأت، حتى أننا نتفاجأ بعدم مفاجأتنا بمفاجأة جديدة كل يوم !!
شخصيا اتفاجأت بشدة .. إتفاجأتا شنو؟ يعلم الله اتخلعتا عديل، عندما قرأت قبل أيام تصريح أحد المسئوليين في وزارة الصحة (لا توجد في السودان مزارع خنازير) !
مع إني أنا الما عارفة أي حاجة دي وما قاعدة اتشبك أعلم ومنذ سنوات أن هناك الكثير من قطعان الخنازير في الغرب وجبال النوبة ومزارع في أطراف العاصمة القومية !!
يا أيها الجالسون في إضنينكم .. سلام !!
فهناك من العامة والبسطاء منّا من لا يعرف ولم يسمع عن المرض من أساسو، وانتظارا لقيام جهات الاختصاص بحملات توعية عن الوباء يوم القيامة العصر، تعالوا نحاول التعرف على خطورة هذا الوباء الجديد، فحسب تقرير منظمة الصحة تتمثل الخطورة في خلق سلالة جديدة من سلالتي فيروس أنفلونزا الإنسان والطيور.. وهذه السلالة الجديدة تشابه سلالة انفلونزا الطيور في إمكانية انتقال العدوى من الحيوان المريض للانسان، ولكنها تختلف بحيث سينتقل فيروس أنفلونزا الخنازير إلي الإنسان ثم من إنسان إلي انسان آخر ..
طبعا هنا مكمن الخطر والخوف من أن يتحول لوباء عالمي قد يساهم في (قرض) نص البشرية لا كلاش لا بندقية !!
ويجمع العلماء على أن أنفلونزا الخنازير من أخطر الأمراض الفيروسية التي بدأت تنتشر مع ظهور انفلونزا الطيور، وله آثار تدميرية أكبر من أنفلونزا الطيور وأنفلونزا البشر لأنه قام بتحوير نفسه أكثر من مرة حتى أصبحت العقاقير والأمصال التقليدية غير فعالة معه، وبالتالي وإلى أن يتمكن العلماء من انتاج مصل واقي فلا شيء يمكن أن نفعله حيال الخطر القادم إلا بالوقاية ..
يا جماعة الخير (انفلونزا الخنازير) ليست بالمزحة لذلك فالنقلها مرة تانية:
أيها الجالسون في إضنينكم .. سلام !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version