رغم تأخر الخريف.. الموسم الزراعي يبشر بالنجاح

تفيد التقارير الدولية أن جنوب السودان يعيش ما وصف بالمجاعة والنقص الحاد في الغذاء، وهو بحسب تلك التقارير في حاجة إلى (44) مليون دولار لسد الفجوة خلال الـ 3 أشهر المقبلة، الأمر الذي دفع المانحين في اجتماعهم الأول حول الأوضاع الإنسانية بجوبا مؤخراً، الى ملء الفراغ وسد النقص ، وحسب تأكيدات كترو أشنداري مدير برنامج الغذاء العالمي بالخرطوم، أن (300) ألف شخص في حاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة في ست ولايات جنوبية، وأضاف أن البرنامج سيضطر إلى إسقاط الغذاء جواً نسبة للأوضاع الأمنية ووعورة الطرق..

إلا أن ما يحدث بالجنوب ليس بمستبعد الحدوث بولايات الشمال، حسب ما علم مؤخراً بوجود فجوات غذائية ببعض الولايات كجنوب كردفان وشمالها التي اعترفت بها وطالبت حكومتا الولايتين مؤخراً المخزون الإستراتيجي بسد الفجوة، إلا أن المهم والمخيف في هذا الموضوع هو أن الموسم الزراعي بالرغم من وصوله محطة المنتصف إلا أن التقارير تفيد أنه لا يبشر بكثير نجاح، وذلك لتأخر هطول الأمطار في أغلب الولايات، بجانب ضعف الإستعدادات للموسم الزراعي الحالي والمعوقات التي تعترضه وعلى رأسها عدم توفير التمويل اللازم ونقص المدخلات الزراعية، الأمر الذي أدى إلى تقليص المساحات المزروعة إلى 34 مليون فدان بدلاً من 44 مليون فدان في الموسم السابق حسب تأكيدات نائب رئيس إتحاد عام مزارعي السودان بالقطاع المطري في تصريحاته الصحفية، علاوة على عدم تطبيق قرار رئيس الجمهورية الصادر مؤخراً بعدم ملاحقة المعسرين، مما يهدد الموسم الزراعي الحالي، وسيؤدي إلى تضخيم حجم المشكلة، «آخر لحظة» طرقت هذا الباب واستطلعت الجهات المختصة والمتمثلة في اتحادات المزارعين في الولايات الرئيسية للزراعة المطرية للإطمئنان على أوضاع الموسم الحالي وما هي التحوطات التي وضعت لمجابهة الوضع في حال فشل الموسم.

الأستاذ عبدالحميد آدم مختار الأمين العام لاتحاد عام مزارعي السودان، يقر بوجود شح في الأمطار في بعض مناطق الزراعة المطرية مع وجود تحسن في معدلات الأمطار في بعض المناطق، مشيراً إلى توقعات إدارة الإرصاد الجوي التي أكدت مراراً وتكراراً أن الأمطار ستكون غزيرة في أغسطس وسبتمبر مما يصعب تحديد مدى نجاح الموسم أو فشله حالياً، مضيفاً أن الوقت مازال مبكراً لتقييم الموسم، وأردف: لكننا حالياً نقوم بعمل تحوطات بالإهتمام بالموسم الشتوي القادم لزراعة محاصيل الحبوب الرئيسية وأقر أن الموسم الحالي واجه العديد من التحديات الكبيرة، تمثلت في تأخير هطول الأمطار وضعف التمويل مما أدى ذلك إلى قيام المزارعين بممارسة الزراعة بإمكاناتهم الذاتية، إلا أنه يؤكد أن البنك الزراعي سيقوم بتمويل المزارعين الذين زرعوا بإمكاناتهم الذاتية في المرحلة الثانية، مرحلة الكديب، وأشار إلى تحسن موقف الأمطار في جنوب دارفور وغربه مع الضعف في شمال دارفور، وأضاف قائلاً: فإن في مناطق الزراعة التقليدية المزارعين دائماً يقومون بوضع تحوطات تفادياً لحدوث فجوات غذائية لهم، وأردف أن تكرار فشل الموسم الزراعي لموسمين متتالين يؤدي إلى حدوث مجاعة، مطمئناً المواطنين قائلاً: حتى في حال حدوث فجوات في بعض المناطق، هناك مرونة التعامل بنقل المحاصيل من مناطق الوفرة إلى مناطق الفجوة، مشيراً إلى أن دولة سوريا لديها مخزون إستراتيجي لـ 5 أعوام مما يتطلب من الدولة أن تحذو حذوها..

آدم بوش رئيس إتحاد مزارعي جنوب دارفور يؤكد أن الموسم الزراعي الحالي مبشر رغم تأخر الأمطار، مشيراً إلى أن توزيع الأمطار شمل كل أجزاء الولاية ولا يوجد أي خوف أو شيء يهدد بفشل الموسم، وأضاف: إن تخوفنا كان فقط من آفة الطير وبالفعل قمنا بعمل تحوطات لها باستنجادنا بوقاية النباتات، وذلك لمدنا بالمبيدات ووقود الطائرات وبكل ما يلزم التحوط للطير، مشيراً إلى أن وزير مالية الولاية ووزير الزراعة بالولاية حالياً في الخرطوم وسيقومان بترحيل هذه المبيدات إلى الولاية، أما من ناحية الغذاء، أكد بوش بوجود نقص فيه إلا أنه قال إن الموجود من المخزون يستطيع سد الفجوة الموجودة إلى حين ظهور الإنتاج الجديد. وقال: إن الولاية استهدفت زراعة 7 ملايين فدان، منها 3 ملايين لزراعة الدخن و2 مليون لزراعة الفول السوداني ومليون فدان لزراعة الذرة والبقية محصولات أخرى كالكركدي وحب البطيخ، إلا أنه أكد وجود مشكلة العمالة لدخول كل أهالي الولاية للزراعة حتى الذين في المعسكرات، موضحاً أن كديب المخمس الواحد وصل إلى 150 جنيهاً بعد ما كان في حدود الـ 50 جنيهاً في المواسم السابقة، فيما اطمأن احمد أبشر حسن رئيس إتحاد مزارعي الزراعة الآلية بالقضارف الى أن تأسيس المحاصيل في الموسم الحالي بالولاية تم بصورة طيبة في معظم المناطق، مشيراً إلى أن مستوى الأمطار متفاوت، وأن المؤشرات العامة تقول إن الموسم سيكون ناجحاً في حال استمرار الأمطار بذات النهج، وأضاف قائلاً: إن هناك أزمة عمالة لقطع السمسم، مطالباً الدولة بتمكين المزارعين بتوفير آليات الحصاد، مشيراً إلى أن هناك دراسة قدمت بهذا الصدد وشدد بضرورة دعم الدولة لحصاد السمسم لارتفاع تكلفته ولاعتباره محصول صادر مهم، مؤكداً أن «60 – 70» من تكلفة إنتاج السمسم تكون في مرحلة الحصاد، مطالباً بتوطين الحصاد الآلي للسمسم، وزاد: إن تنفيذه سيدفع بالسودان لاحتلال الصدارة في إنتاج وتصدير المحصول، وأوضح أن المساحات التي أُستهدفت لزراعة السمسم في حدود الـ 500 ألف فدان والذرة ما بين «3 – 4» مليون فدان، مشيراً إلى تراجع مساحات محصول زهرة الشمس. ويقول د. الحاج حمد الخبير الاقتصادي المعروف، إن الوضع بالبلاد يحتاج إلى نظرة شاملة وحزم في نفس الوقت لتطوير البنية الأساسية والهيكلية ومراجعتها.

المصدر :اخر لحظة

Exit mobile version