بعد الحكم بالغرامة واحتجاج عرمان .. الصحفية لبنى ترفض دفع الغرامة

[ALIGN=CENTER][/ALIGN] [ALIGN=CENTER][/ALIGN]

رفضت الصحفية السودانية لبنى حسين، التي ادينت بارتداء ملابس “غير محتشمة”، الحكم الاخير المخفف الصادر بحقها وهو تغريمها 500 جنيه سوداني، او ما يعادل مئتي دولار تقريبا، بدلا من حكم الجلد السابق.

وقالت لبنى حسين انها تفضل ان تحبس بدلا من ذلك لمدة شهر، حسب القانون، ولا تدفع المبلغ، معبرة بذلك عن تحديها للقوانين المعمول بها في السودان.

وكان الحكم السابق بحق لبنى حسين هو الجلد 40 جلدة لارتدائها البنطلون، الذي تعتبره السلطات السودانية رداء غير محتشم.

وكانت قضية لبنى حسين قد حظيت بتغطية اعلامية واسعة في العالم، وادانات من منظمات وهيئات دولية، وعلى الاخص من المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان وحقوق النساء.

وكان آخرها مطالبة منظمة العفو الدولية السلطات السودانية في الخامس من هذا الشهر بإلغاء العقوبة، والغاء القانون الذي حوكمت بموجبه.

وكانت لبنى قد تحدت الحكم وقالت انها تعمدت ان تحاكم لمواجهة هذا القانون الذي يجيز العقاب بالجلد، كما انها ابلغت المحكمة عن تخليها عن حصانتها.

يذكر ان عشر فتيات من اللاتي اعتقلن مع لبنى، بينهن مسيحيات من جنوب السودان، جلدن لنفس التهمة.

و قال مسؤول سوداني حضر محاكمة المواطنة لبنى حسين إن المحكمة أدانتها يوم الاثنين في قضية ارتداء سروال في قضية لقيت اهتماما عالميا لكن لم يصدر عليها حكم بالجلد.

وكانت المرأة قد اعتقلت في حفل في يوليو تموز الماضي مع 12 امرأة اخرى وكانت تواجه الحكم باربعين جلدة لارتدائها سروالا اعتبرته السلطات زيا غير محتشم. وأمرتها المحكمة بدفع غرامة 500 جنيه سوداني (209 دولارات) او السجن لمدة شهر.

واعتبرت قضية حسين اختبارا لقوانين الاحتشام الاسلامية السودانية التي تقول عنها كثير من السيدات الناشطات انها غامضة وتعطى لضباط الشرطة حقا ليس لهم بتحديد الازياء المقبولة للسيدات.

وقامت حسين الصحفية السابقة التي كانت تعمل لدى الامم المتحدة عند القبض عليها بنشر قضيتها وصورها وهي ترتدي سروالا واسعا ودعت وسائل الاعلام الى تأييدها.

وفي اتصال هاتفي بعد الحكم قالت حسين انها سترفض دفع الغرامة وستدخل السجن.

وكان محامي الدفاع نبيل اديب قال في وقت سابق ان قانون الاحتشام فضفاض جدا لدرجة انه يتناقض مع حق حسين في محاكمة عادلة.

وقال ياسر عرمان المسؤول الحكومي الذي حضر المحاكمة وهو ايضا عضو بارز في الحركة الشعبية لتحرير السودان انها ادينت “لكننا نعرف” انها ليست مذنبة وهذا انتهاك فاضح للدستور ولحقوق المرأة ولاتفاق السلام.

وقالت حسين من قبل ان عشر نساء اخريات اعتقلن معها اقررن بالذنب وعوقبن بالجلد.

وقضايا عدم الاحتشام شائعة في السودان حيث توجد فجوة ثقافية كبيرة بين الشمال المسلم العربي وبين الجنوب المسيحي.

ودفعت القضايا عشرات النساء الى التجمع قرب المحكمة قبل صدور الحكم لتقديم الدعم لحسين.

وقالت حسين ان ملابسها وهي عبارة عن سروال اخضر واسع ارتدته ايضا عندما مثلت امام المحكمة لاول مرة محترمة ولا تنتهك القانون.

وقالت المتظاهرة سوسن حسن الشوايا لرويترز قبل صدور الحكم ان لبنى قدمت للنساء فرصة وانها شجاعة جدا وتعرضت الاف الفتيات للضرب منذ التسعينات وكانت لبنى هي الاولى التي لم تصمت.

واندلعت اشتباكات بالايدي في المظاهرة قبل الجلسة حتى بين النساء والاسلاميين الذين هتفوا بشعارات دينية وادانوا حسين ومؤيديها بوصفهن عاهرات وطالبوا بعقوبة شديدة ضد حسين.

وقامت شرطة مكافحة الشغب بسرعة باخلاء المكان وضرب بعض المتظاهرات بالهراوات. وتم احتجاز حوالي 40 من المتظاهرات.

وقالت حسين انها استقالت من وظيفتها في الامم المتحدة لتتخلى عن حصانتها القانونية وتواصل القضية لتثبت براءتها وتتحدى قانون الاحتشام.

وقال مسؤولون بالامم المتحدة ان المنظمة الدولية ابلغت السودان بان حسين لديها حصانة ضد الاجراءات القضائية لانها كانت موظفة دولية اثناء القبض عليها. لكن القضية مضت في طريقها بعد ان اشارت وزارة الخارجية السودانية على المحكمة بان حسين لاتتمتع بالحصانة.

Exit mobile version