من الثوابت الإيدلوجية فى موروثنا الإجتماعى أن (صرف النظر على المساكين…رحمة)…وأن التواضع شيمة النبلاء…وأن الكبار يظلون كبارا”ببساطتهم وتعاطفهم…وأن المسؤول الناجح هو الذى يسوس الناس بالمحبه لا الخوف ولا الترهيب…وأن صاحب النفوذ عليه أن يتق الله فى عباده..وأن…وأن…من القيم (القديمة) التى تحث على ضرورة الترفق والحنو والإحترام والإخلاص فى العمل وإيفاء الزمم والحرص على يقظة الضمائر!!
الآن…يصلح كل ذلك لأحاجى الحبوبات _إن وجدت_ وأصبح فى الغالب من القصص التى نجترها ونحن نمصمص الشفاة تحسرا”على ما آلت إليه الأمور والأوضاع وأخلاق الرجال وألإحساس الحقيقى بقيمة المناصب التى نتولاها والتقدير الأمثل للمسؤوليات!!
السواد الأعظم من أصحاب المعالى والنفوذ على أيامنا هذه يسيئون إستخدام الصلاحيات المكفولة لهم…ويوظفونها فى إتجاه مصالحهم الشخصية ومصالح زوى القربى وبصورة سافرة لا تقوى فيها ولا حياء !!!
ويتفاوت ذلك الأمر من شخص لآخر حسب مستوى سلطاته…بدءا”بالغفير…وإنتهاءا”بالمدير.
وكنت قد بدأت أتعايش مع هذه المحسوبية التى شملت كل المرافق وسيطرت على غالبية الناس…وأرجعتها للفطرة البشرية الجانحة نحو الأنانية والظروف القاهرة التى فرضت علينا مثل هذا التردى.
ولكن أن يبلغ الأمر أصحاب النفوذ والسلطات العدلية التى نتكئ عليها بأطمئنان…فذلك مالا يمكن السكوت عليه ويحتاج لوقفة صلبه وتمحيص.
وقبل أن أبدأ فى الكشف عن البينات والحكايات…أتساءل عن ما قولكم فى وكيل نيابة يستصدر أوامر القبض فى حق الأبرياء دون تحر ولاتقص ولاتدقيق؟!!…فقط لأن متحر متواطئ أوصى بذلك أو لأن محامى الخصم كان أحد معارفة؟!!!
وكلكم يعلم الكيفية التى يمكن أن يتم بها تنفيذ أمر القبض والآثار النفسية والمعنوية وحتى الإجتماعية وربما المادية المترتبة على ذلك!!!
هذا يحدث الان فى بلادى…بعض وكلاء النيابة أصحاب الحصانات الذين من واجبهم تحقيق العدالة يمشون بين الناس بالظلم والترويع والترهيب….يؤخرون مصالح الناس…ويمارسون عملهم بالكثير من التعالى والغرور …لايحسنون التعامل ولايجيدون الإبتسام…يرون أن الإحراج و(المساخة) والبرود جزء لايتجزء من طبيعتهم الوظيفيه فتجدهم مكروهين…يتلقون اللعنات سرا”…ويرسبون الحنق فى النفوس…ويعرقلون سير العدالة وهم فى الغالب لايفقهون حتى مايجب ومالايجب من إجراءات وقوانين تخص مهنتهم المقدسة!!
الكثير منهم لايجتهد فى تحديث معلوماته …ولا يلاحق تطورات العالم من حوله…ولايفقه أبجديات المهنه..ويكتفى بمادرسة على مقاعد الجامعة ومامنح إياه من نفوذ وحصانة دون أن يسعى لتطوير نفسه حتى يؤدى عمله على الوجه الأمثل والأعدل!!
قد يكون منهم الكثير من النبلاء الرائعين…ولكن مثل هذه النماذج المريضه تفسد الصورة الفخيمة التى نرسمها فى أذهاننا لوكلاء النيابة أصحاب الفخامة والمعالى والألقاب البراقة التى نالت إحترامنا زمنا”..،وحتى نبدأ فتح ملفان العدل المعوج…أطرح السؤال التالى على قراءنا الأعزاء من أصحاب الوظائف العدلية إن وجدوا..وأنتظر التوضيح والتفسير:(هل يحق لوكيل نيابة ما إصدار أمر قبض للشاكى فى قضية ما كونه لم يتمكن لأسباب منطقية من الحضور لتنفيذ إجراء ما فى البلاغ _ هب أنه مثلا”مضاهاة توقيع _ولم يتم تكليفه بالحضور ولا إعلانه بالإجراء؟!!)
أهكذا تحققون العدالة وتعيدون الحقوق لأصحابها…؟!… أهكذا تحفظون كرامة الإنسان فى بلادى؟ أهكذا تعتاشون وتتلقون رواتبكم ومخصصاتكم المجزية…؟…مالكم كيف تحكمون؟!!…ولنا عودة
تلويح:
ألجمنى هول الصدمة…وتسلسل الأحداث المزعجة قد يبدأ من الصغار..الذين لا يتجاوزون (نجمة ) يتيمة على أكتافهم ولكنهم قادرون للأسف على النيل من كل المقامات ..فكيف بهم وهم عظام؟!!!! لنا الله
إندياح – صحيفة اليوم التالي