(13 عاماً مرت منذ الإستقلال وبلادنا لم تحقق شيئاً..).. كانت هذه فقرة في خطاب العقيد جعفر محمد النميري في صبيحة مثل هذااليوم 25 مايو من عام 1969 . في البيان رقم (1)..
(13) سنة منذ الاستقلال كانت في نظر جهعفر النميري وزملائه عمراً وطنياً يستحق (انقلاباً عسكرياً) لتصحيحه..
لكن عمراً وطنياً آخر ابتكره وحدده السيد محمد أحمد محجوب رئيس وزراء السودان الأسبق.. بل أشهر من ترأس الوزارة في تاريخنا..
المحجوب كتب في العام 1931 (تقريباً وأرجو أن لا تعتبوا على ذاكرتي) في مجلة الفجر (أو النهضة والعتب على الذاكرة أيضاً) فقال ما معناه (مرت ثلاث وثلاثون سنة من عمر بلادنا لم تذق طعم الاستقرار).. وبحساب بسيط يبدو أن المحجوب أتخذ من العام1898 نقطة الصفر في حساب عمرنا الوطني..
الآن نحن في العام 2014.. وبحساب المحجوب مضى من عمرنا الوطني (116) عاماً .. حوالى أربع مرات ضعف العمر الوطني الذي استخسره المحجوب أنئذ.. ومضى (58) عاماً بحساب العمر الوطني الذي اختار له جعفر النميري العام (1956) نقطة الصفر لحسابه..
فهل حققنا الاستقرار الذي تندم وتحسر عليه المحجوب في العام 1931.. ونعاه النميري في العام 1969.. السؤال مهم للغاية لندرك في أي اتجاه نسير وأين نحن الآن..
بكل يقين الحال الذي نعيشه اللآن لا بتناسب مع عمرنا الوطني.. أن نبحث عن (الدستور) الدائم بعد كل هذا العمر الوطني المديد.. وحتى أثمال الدساتير المؤقتة التي عايشناها في عهودنا السياسية لم تكن تسحق منا الاحترام.. كأنما نصنع الدساتير والقوانين خصيصاً لنخرقها ثم نحرقها..
بلد مترف بالموارد الطبيعية.. وشعبه مستنير عرف التعليم في زمان كان الظلام يلف عالمينا العربي والافريقي..ومع ذلك تنهض الدنيا من حولنا ونظل نحن في مربع الاحتراب والنفاق والشقاق.. كثير من الشعوب اشترت منا خبرتنا وخبراءنا.. ثم طفرت عالياً في سماء الحضارة والتحضر.. لنظل نحن أمة عطشى على شطآن عشرة أنهار.. وجوعى في ارض تنبت ثمارها بالأمطار..
بالله عليكم.. هذا الشقاء الذي يعتصر قلوبنا.. هل نستحقه .. بصراحة الساسة هم من يفعل بنا كل هذا.. ولو عقلوا.. لبنوا وطنا يستحق أن يتمتعوا بحكمه هنيئاً مريئاً. لكنهم من فرط الأنانية السياسية.. يصرون أن نظل تحت (سقف) خبراتهم. لا يروننا إلا مايرون. وللأسف هم لا يرون..
هل نتعظ اليوم بمناسبة مرور (45) عاماً.. على الانقلاب الذي تحسر قائده على (13) سنة ضاعت من عمر السودان..
حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]