حياتي مع صدام (4)
[JUSTIFY]
تحاول الكاتبة ان تؤكد لنا ملكيتها الخاصة لعدد من المنازل وبمالها الخاص، الذي تعترف بأنه من عملها في اللجنة الأولمبية، وتسترسل الكاتبة غير السوية في نشر غسيلها القذر على مرأى ومسمع من الجميع وكأنها تريد إظهار الرئيس صدام بمظهر الرجل الذي يمكن أن تدير رأسه امرأة فتتحدث عن اعترافاته لها بشأن الحكم والضغوط والمتربصين، وأنها هي ملاذه الوحيد من الهرب مما يعانيه في الحكم، وتسير الرواية المفبركة والرديئة الكتابة نحو علاقاتها التي ارادت ان تقيمها مع بعض الرجال فوقف لها عُدي بالمرصاد، وقد ذكرت عدداً من الأسماء المعروفة في الحكومة العراقية آنذاك، لكن كل من يحاول الاقتراب منها كان مصيره القتل او الإبعاد، حتى اعتبرت نفسها مشؤومة لأنها تتسبب في قتل كل من أحبها، وتقول إنها أخذت بنتاها للدراسة بلبنان، ولأن الحرب الأهلية كانت مشتعلة غادرت لبنان بعد أن التقت بطليقها وأرادا الرجوع لكن كانت عيون صدام لها بالمرصاد، فعادت ادراجها للعراق برفقة ابنتيها وهي تحمل جنيناً في بطنها، وبعد إنجابها لابنها مجهول الأب زاولت حياتها كأن شيئاً لم يكن، وحكت عن زيارتها لوطنها الأم اليونان لزيارة والديها اللذين قررا مغادرة العراق لليونان، وعادت مرة اخرى طاعةً لصدام، ولكنها كانت خائفة على ابنتيها من ذات مصيرها، وبالفعل أضحت كبرى بناتها رهينة عُدي الذي عاملها كبقية الفتيات الأُخريات، فحاولت الأم انقاذ ابنتها بأن سهلت لها الهروب من العراق، ونالت الأم عقوبة فادحة كانت الضرب بالخراطيش المكهربة، وظلت هكذا الى ان كبر ابنها وعملت على تهريبه للبنان ومن ثم اليونان، وظلت هي على ما هي عليه الى ان قررت بعد اشتداد الحصار على العراق وصدام ان تغادر بطريقة دراماتيكية، حيث خرجت متنكرة وساعدها الحزب الوطني العراقي برئاسة احمد الجلبي وحزب كردستان العراق برعاية امريكية كاملة، وتمت استضافتها في أكبر قناة تلفزيزنية أمريكية (cbs) تحدثت فيها عن جرائم صدام ووحشيته، بعد أن أخذت منه ما تريد وتركته نهباً لأمريكا بعد أن أوقعته في الفخ، وغادرت إلى لبنان ومنها الى السويد، حيث استقرت وغيرت اسمها وجلست تعاقر الذكريات وتبكي أيامها مع صدام كلما مرت صورته من أمامها، وما يحيرني كيف تشي بصدام وتبكيه في ذات اللحظة، وكيف تصف حياته للمخابرات الأمريكية التي قدمت لها الحماية وتتحسر على أيامها معه، وتعترف بأن ابنها قد قطع علاقته بها بعد أن ظهرت في التلفاز تحكي عن أدق تفاصيل حياتها الخاصة مع صدام، والغريب في كل ذلك أنها ومنذ لحظة خروجها والى ان وصلت الى السويد لم يرد ذكر صدام ولم يتعرض لها ولم يطاردها لإرجاعها للعراق مرة اخرى، وتتحدث في خاتمة كتابها عن أنها أجهشت بالبكاء على صدام حينما رأته على حبل المشنقة حتى أنه أُغمي عليها، وحُجزت بالمشفى جراء الانفعال، ورأت أنه لا يستاهل ما حدث له رغم أنها هي السبب بتمليكها معلومات مغلوطة عن صدام وأسرته وحركته داخل بيته للأمريكان الذين استعانوا بها في القبض على صدام ودخول العراق بعيداً عن فبركة أسلحة الدمار الشامل، بل إنها اعترفت بأن الأمريكان حملوا اليها صورة صدام بعد مقتله لتتأكد من أنه هو وليس شبيهه من خلال أوصاف ذكرتها لهم، وأوضحت أن الصورة هي لصدام الذي كان أسطورة أرادت هذه السيدة أن ترتفع على جثته بتأليفها لهذه الرواية عديمة الفائدة. وأعود مرة أخرى لأوضح أن ما دعاني للتعليق على هذا الكتاب، هو المحاولة المستميتة لطمس معالم صدام العربية المسلمة الأصيلة التي رسخت في أذهان كل العرب والمسلمين إبان غزو العراق وشجاعته المتناهية في الوقوف ضد امريكا، وأياً كان فإن محاولة اغتيال شخصياتنا العربية المسلمة نفسياً ومعنوياً وأمام شعوبهم، تأتي من باب الاستهداف الموجه لقياداتنا. ويكفي ما حدث للكثيرين ممن تعرضوا لتشويه شخصياتهم أمام شعوبهم، سواء أكانوا احياءً او ذهبوا لمثواهم الأخير، وسواء أكانوا رؤساء أم مفكرين وعلماء، وسنأتي لهذا الحديث في حلقة أخرى بإذن الله.
[/JUSTIFY]
حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]