إعدام ألف جمل : حرب إسرائيلية لقتل الجمال المصرية

يشن الجيش الإسرائيلي على الحدود المصرية حرباً من نوع جديد تستهدف الجمال المصرية التي تعبر الحدود إلى إسرائيل وتقض مضجعها، فتلقى حتفها بنيران الأسلحة الرشاشة بحجة أنها قد تحمل أمراضاً أو تشكّل بعض المخاطر، وذكرت بعض المصادر أنه تم قتل نحو 1000 جمل حتى الآن.

وتلقى عملية الإبادة الإسرائيلية للجمال استهجان جمعيات حقوق الحيوان في إسرائيل، التي أعربت عن سخطها من هذه التصفية وطالبت بإيجاد حلول بديلة، مؤكدة انه لا يمكن أن تكون كل الجمال المصرية مريضة وتحمل مخاطر. ووجدت بعض الجمال محتجزة في الجانب الإسرائيلي دون طعام أو شراب.

وتتفادى إسرائيل عملية إعادة هذه الجمال إلى مصر خشية أن يؤدي ذلك إلى خلق توتر بين الجانبين المصري والإسرائيلي، خاصة أنه يصعب إثبات “جنسية” هذه الجمال، وبالتالي فإن مصر قد ترفض استقبالها من جديد، بحسب المصادر الإسرائيلية.

وقالت إيتي التمان، رئيسة جمعية “تنو لحايوت لحيوت” (دعوا الحيوانات لتعيش): “إن سياسة وزارة الزراعة بقتل آلاف الجمال المصرية بوحشية تثير القشعريرة”.

وتساءلت التمان لماذا لا تقوم الوزارة الإسرائيلية بفحص الوضع الصحي لهذه الجمال؟ مؤكدة “لا يمكن أن تكون كل الجمال التي تعبر الحدود مريضة”.

وقالت “أريد أن يعرف كبار المسؤولين المصريين بهذه الظاهرة، لكي يتم وضع حد لها على الفور. الجمال في بلادنا وبعض الدول العربية آخذة بالانقراض، وعدد الجمال في إسرائيل انخفض بنسبة 80%”.

وفي محاولاتها لوقف سفك دماء الجمال، اقترحت جمعية الحيوان إقامة محطة لفحص صحة الجمال عند الحدود المصرية الإسرائيلية يشارك فيها إسرائيليون ومصريون، وعندها يتم تحديد الجمال السليمة وإعادتها إلى مصر، في حين تقتل الجمال المريضة، إلا أن هذا الاقتراح لم يجد آذاناً إسرائيلية صاغية.

وبحسب المعطيات الإسرائيلية، فإن نحو 700 جمل مصري يعبر الحدود إلى إسرائيل في كل عام، من خلال تسللهم عبر حدود تمتد على طول 243 كيلومتراً، بعضها بلا سياج وبعضها فيه نقاط اختراق.

بعض هذه الجمال تتلقى تدريباً على يد مهربي مخدرات وسلاح وسجائر وأجبان.. وتتسلل بين حدود البلدين لهذا الغرض، في حين أن غالبيتها تقطع الحدود بحثاً عن الطعام والماء، ولكن النيران لا تفرق بين الجمال “الطيبة” والجمال “الخطرة” فيذهب الصالح بعزاء الطالح، كما يقول المثل العربي.

صراع” في المحاكم

وقامت إيتي التمان بتقديم التماس إلى محكمة الصلح في بئر السبع، محاولة استصدار قرار يمنع الوزارة من المضي قدماً في قتل الجمال، ووصفت ما يحدث بأنه قتل مع سبق الإصرار، ويتنافى مع حقوق الحيوان، وقد أيدها في ذلك الحاكم الذي أشار إلى وجوب توفير حلول عملية بعيداً عن القتل .

لكن الموضوع لم يحسم في المحاكم الإسرائيلية بعد وسيحتاج إلى بعض الوقت، خاصة بعد اعتراض الوزارة على الدعوى التي تقدمت بها الجمعية.
مخاوف من أزمة مع مصر

وذكر موقع “معاريف” عن مسؤول كبير في وزارة الزراعة قوله: “لا يمكن إعادة الجمال إلى الأراضي المصرية من جديد لأن هذا يمكن أن يخلق أزمة دبلوماسية مع حكم مبارك، وأن المصريين لن يكونوا بالضرورة سعداء باستقبال جمال في أراضيهم، مصدرها غير معروف، وقد تكون مريضة. إذا بدأنا بطرد الجمال المتسللة إلى مصر، فستقوم حرب عالمية. سيؤدي الأمر إلى أزمة دبلوماسية، ولذلك فإننا نضطر إلى قتلها، من منطلق أنها تحمل أمراضاً يمكن أن تشكل خطراً على حياة الإنسان”.

وتبين من محضر الجلسات في المحاكم أنه “عندما تقبض القوات الإسرائيلية على الجمال، فإنها تحتجزها في قواعدها العسكرية أو على مقربة منها، مربوطة إلى أشجار، في معظم الحالات من دون طعام وشراب، حتى يصل إلى المكان مراقبو وزارة الزراعة ويطلقون النيران عليها”.

وأكد اوريال اولمان، وهو خبير جمال إسرائيلي، “لا يمكنني أن أصدق أن الجمال المصرية تشكل خطراً على صحة الحيوانات والناس في إسرائيل. أصلاً الدولة تسمح لهذه الجمال بأن ترعى بمحاذاة الحدود، وبالتالي لا يعقل أنها تفترض أنها تحمل مخاطر خاصة”.

ولا يسع جمعية “تنو لحايوت لحيوت” انتظار قرارات المحاكم والوزارة، وتدرس إمكانية إرسال عشرات الناشطين في مجال الحيوان إلى المنطقة الحدودية، لكي يقوموا بإعادة الجمال إلى سيناء من جديد وإنقاذ حياتها، بدل أن يقوم الإسرائيليون بقتلها.

العربية نت

Exit mobile version