جرادة في سروال

[JUSTIFY]
جرادة في سروال

بعض الأحداث التي وقعت أمس وأمس الأول من اعتقال لإمام الأنصار وانحشاد للأنصار وخروج لبعض الشخصيات والجهات والجهويات والجبهات ببيانات وتصريحات تهديد وتنديد.. يعرف المؤتمر الوطني أنها لن تنال منه شيئاً لتجريبه ذلك لربع قرن، ولكن المثل الدارفوري يفرض نفسه: (جرادة في سروال ولا بعضي لكن قعاده ما حلو).. ولن يرتاح المؤتمر الوطني أبداً حتى ينفض عنه هذا الأمر، لهذا سنرى القلق وعدم الانتباه.. خصوصاً أن لا جرادة واحدة يمكن نفضها..
ومن الشرق جاءت الأخبار أن رشقاً بالحجارة وقع بين مؤيدين لايلا ومعارضين له.. وكان الموالون قد حسبوا أنفسهم بالملايين.. وحسبهم المعارضون مئات، إلا أن الحقيقة أن الإجماع الذي كان لايلا قد عصفت به الهبباي.. وأن سروال الولاية الساحلية قد امتلأ بالجراد المقلق..
ومن سنار جاء بيان كبيان جماعة الفجر للخضر، إلا أنه كان من المؤتمر الوطني بالولاية يطمئن الـ(جميع) أن الوالي في إجازة وأنه سيعود لعمله (الروتيني) بحسب البيان الذي تزينت به الصحف..
والي الجزيرة الجديد دعا الإعلام أن يساعد في كشف الفساد والحث على التنمية، مبدلاً سياسة سلفه التعتيمية والتي أوصلته إلى جعل ودمدني أكثر مدينة تستدعي الصحفيين لنيابتها وشكاويها..
الحوار الوطني الذي تم التبشير به أخذ يتململ في جلسته الطويلة، لأن جراداً زاره، فعلقت بعض الأحزاب موافقتها على الحوار وترددت أخرى واعتكر الماء الوطني، فنزلت إليه سنانير وشباك لتصطاد، إلا أن فئات استبدلت المثل الدارفوري ولم تستبدل الجراد لتقول: (دابي في خشمو جراداية ولا بعضي).. ولعلهم يقصدون أن المؤتمر الوطني لن يلدغ المهدي.. والمهدي لن يشتط في العداء مع المؤتمر الوطني، لأن العميد عبد الرحمن المهدي يبقى في فم كليهما يمنعهما العض..
كل الذي يبين من هذه الـ(دفسيبة) أن الوضع الاقتصادي المأزوم أصلاً في سبيله للتضييق أكثر، وأن شرائح عديدة ستواجه بالمدارس ورمضان والعيد والخريف في شهر واحد.. لذلك هي لاهية بنفسها ومشاكلها عن صراعات لا تحسب أن في شهرها نفقة لها..
كان كاريكاتير زميلنا الهاشمي أمس معبراً وهو يحكي عن مواطن يضع الراديو على أذنه ويقول لجاره: ( قالوا بعد نغرق حا يدونا مشمعات وخيام ومواد غذائية) وينتظر الناس الجرد.. لا الجراد.. فيبدو أن كل القوى السياسية -حاكمة ومعارضة- قد أحبت لعبة (القط والفار) غير منتبهة لما تحطمه في صراع (توم وجيري) المتصل..!!

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version